كل المواثيق الدولية لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية عقدت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني أمس بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي يوما برلمانيا حول القانون الدولي، والأسس القانونية وحق الشعوب في تقرير مصيرها: قضية الصحراء الغربية"، وجدد المشاركون بالمناسبة مطالبتهم مجلس الأمن الأممي بتحمل مسؤولياته لإنهاء الاستعمار المغربي في الصحراء. والتقى نواب برلمانيون من الجزائر والصحراء الغربية ومختصون في القانون الدولي وأساتذة جامعيون ومنتخبون محليون وممثلون عن المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر بمقر المجلس الشعبي الوطني واستعرضوا مختلف الجوانب القانونية لقضايا التحرر في العالم مع التركيز على القضية الصحراوية، واجمع المتدخلون على أن أراضي الصحراء الغربية خاضعة لاستعمار مغربي وأن القانون الدولي لم يثبت سيادة الرباط عليها. وطالب المشاركون في بيان ختامي توج أشغال اليوم البرلماني المجتمع الدولي وبخاصة مجلس الأمن بتحمل المسؤولية الكاملة في إنهاء الاستعمار في الصحراء وتمكين الشعب الصحراوي من بناء دولته المستقلة، وحيوا بالمناسبة صمود الشعب الصحراوي والمواطنين في المدن المحتلة، وأكدوا تضامن كل الحساسيات الجزائرية مع الشعب الصحراوي المقاوم. واستعرض نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد شيهاب صديق مختلف المواثيق الدولية التي تنص على حق الشعوب في تقرير المصير، وقال في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس المجلس السيد عبد العزيز زياري أن أطول قضية استعمار في القارة الإفريقية هي القضية الصحراوية. مشيرا إلى أن جميع القرارات الأممية وآخرها توصية اللجنة الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار أكدت على هذا الحق. وجدد بالمناسبة وقوف المجلس الشعبي الوطني إلى جانب الشعب الصحراوي مذكرا بجميع النشاطات التي نظمت في هذا السياق ومن أبرزها تنصيب أول لجنة صداقة برلمانية في العهدة التشريعية الحالية مع المجلس الوطني الصحراوي. واعتبر شيهاب أن القضية الصحراوية طال امدها وانه آن الاوان "لرفع الغبن عن الشعب الصحراوي ومنحه حقه في الحياة الكريمة مثله مثل شعوب العالم". ومن جهته أكد السيد رقيق بن ثابت رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني المبادر بتنظيم هذا اليوم أن الجزائر ستظل تساند الشعب الصحراوي في نضاله الى غاية تحقيق هدفه الرئيسي وهو الاستقلال، مشيرا الى أن الشعب الصحراوي سينتصر طال الزمن او قصر لأن قضيته عادلة. وبرأي السيد رقيق بن ثابت فإن القضية الصحراوية تشكل اليوم احد القضايا العالقة في العلاقات الدولية، وأنها لا تزال تمثل بؤرة توتر في منطقة المغرب العربي، وأن حل القضية يتم من خلال مواصلة مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب، والانتهاء بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عبر استفتاء حر ونزيه يتم تنظيمه تحت إشراف هيئة الأممالمتحدة. وأكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري في تدخله تمسك المجتمع المدني الجزائري بمساندة الشعب الصحراوي في كفاحه من اجل الاستقلال وقال موجها كلامه الى الوفد الصحراوي الذي شارك في أشغال اليوم البرلماني "كما كنا بالأمس ملتزمين بدعم القضية الصحراوية، فنحن على العهد باقون، وسنبقى أوفياء لمبادئنا الثابتة التي ورثناها عن ثورة نوفمبر 1954"، وأضاف في هذا الإطار "سنبقى نساند القضية الصحراوية وندعمها وفقا لميثاق منظمة الأممالمتحدة" الذي ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها. واعتبر السيد العماري تنظيم هذا اليوم البرلماني لبنة تضاف إلى مسار دعم القضية الصحراوية، مؤكدا الاستمرار في هذا النهج وعلى جميع المستويات الى غاية تحقيق الشعب الصحراوي لاستقلاله. وتميز اليوم البرلماني بإلقاء عدة أساتذة مختصين في القانون الدولي محاضرات تناولت الجانب القانوني للقضية الصحراوية، واشار مدير المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية التابع لوزارة الشؤون الخارجية السيد تيجاني صلاونجي أن الاممالمتحدة هي الهيئة الوحيدة المخولة بتأكيد سيادة بلد على إقليم معين، وفيما يخص حالة الصحراء الغربية فإن المغرب لم يتحصل على أي اطار قانوني يضمن له السيادة الإدارية على الأراضي الصحراوية وهذا ما يجعله يصنف ضمن الدول الاستعماري. وسجل المتحدث التطور الحاصل في قضية استقلال الشعوب المستعمرة حيث يوجد في الوقت الراهن 20 مليون نسمة لا يزالون تحت وطأة الاستعمار في 16 مستعمرة موزعة عبر جميع مناطق العالم ويوجد ضمن هؤلاء الشعب الصحراوي. وسار أستاذ القانون الدولي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة السيد بوجمعة صويلح في نفس الاتجاه وأوضح أن الأممالمتحدة مطالبة بتطبيق القانون الدولي فيما يخص حالة الصحراء الغربية. ووجه رئيس الوفد الصحراوي المشارك في اليوم البرلماني السيد يوسف احمد رسالة شكر إلى الشعب الجزائري والحكومة نظير وقوفها إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي من اجل التحرر. وانتقد من جهة أخرى وبشدة سكوت المجتمع الدولي عن ظاهرة نهب ثروات إقليم الصحراء الغربية.وللإشارة فقد تميز اليوم البرلماني بوقوف المشاركين دقيقة صمت ترحما على روح توفيق معوشي الصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية ومناصر القضية الصحراوية الذي وافته المنية نهاية الأسبوع الماضي اثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 30 عاما