عقد مجلس جامعة الدول العربية أمس اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة وسفيرها بمصر عبد القادر حجار لدراسة العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة·وبدلا من أن يتبنى الاجتماع خطة لتحرك فوري وعملي لوقف الحصار الاسرائيلي في غزة اكتفى ممثلو الدول العربية بتوجيه دعوة لمجلس الأمن الدولي لدراسة الوضعية المأساوية في القطاع في وقت لم يعد فيه وضع الفلسطينيين يحتمل المزيد من الانتظار· وأوكل المندوبون العرب هذه المهمة إلى الدول العربية العضو في مجلس الأمن وطالبوها بدعوة المجلس لإتخاذ اجراءات عاجلة ضد ادارة الاحتلال لوقف عدوانها·وباعتبار أن توجيه دعوات ونداءات ليس بالأمر الصعب فقد قرر المندوبون العرب مطالبة مجلس الأمن الدولي بفتح تحقيق دولي في الجرائم التي تقترفها إسرائيل ضد الفلسطينيين· واعتبروا قطاع غزة منطقة منكوبة حيث وجهوا دعوة إلى كل الدول والجمعيات العربية والدولية تقديم مساعدات عاجلة للشعب الفلسطيني·وقال محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة ان جامعة الدول العربية عرضت على المجلس تصورها لكيفية تحرك عربي على المستوي الدولي لرفع الحصار الاسرائيلي الذي أتى على الأخضر واليابس في قطاع غزة·وهو الحصار الذي وصفه صبيح بجريمة حرب وأضاف أن الدعم العربي سيكون سياسيا ودبلوماسيا اضافة إلى تقديم دعم مالي عاجل للشعب الفلسطيني بالتشاور مع السلطة الفلسطينية· ويأتي تحرك جامعة الدول العربية بعد أسبوع من دخول قطاع غزة في معاناة حقيقية بسبب الحصار المشدد الذي فرضته اسرائيل ضده وأدى إلي حرمان سكانه من أدنى الخدمات الضرورية·وفي ظل إستمرار سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها اسرائيل ضد الفلسطينيين توالت ردود الأفعال العربية والإسلامية المستنكرة والمنددة باستمرار الحصار الاسرائيلي· فقد طالب عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي بوضع مبادرة دولية لوقف آلة الدمار الاسرائيلية· واعتبر أنه من واجب الدول الكبرى وخاصة الولاياتالمتحدة تحمل مسؤولياتها إزاء ما يحدث في غزة منددا في السياق نفسه بصمت المجتمع الدولي ولاسيما واشنطن التي تعتبر نفسها راعية السلام في العالم وحامية حقوق الانسان بدون منازع· مقابل ذلك دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس جامة الدول العربية لممارسة ضغوطات على السلطات المصرية لحملها على فتح معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي· وكان معبر رفح أغلق بصفة دائمة منذ جوان 2005 على خلفية الاتهامات التي وجهتها ادارة الإحتلال إلى مصر حول مسألة تهريب السلاح إلى قطاع غزة انطلاقا من الأراضي الفلسطينية·وقد خرج أمس مئات الفلسطينيين وكان من بينهم مسؤولون من حركة حماس في مظاهرة برفح للمطالبة باعادة فتح المعبر·وبالتزامن مع دعوة حماس طالب الرئيس المصري حسني مبارك إسرائيل بوقف هجماتها العسكرية ضد قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه منذ أسبوع· واتصل الرئيس المصري هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حيث أشار إلى ضرورة وضع حد للاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني كما أثار مسألة تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار في غزة·للإشارة فإن إدارة الاحتلال كانت قد قررت أول أمس الإبقاء على الحصار رغم الدعوات الدولية وأكثر من ذلك فقد عمدت إلى منع تزويد القطاع بالوقود مما أغرق غزة في ظلام دامس· التحرك العربي لم يقف عند هذا الحد بل أكدت سوريا أمس على ضرورة أن يكون هناك تدخل سريع سواء من قبل العرب أو المجتمع الدولي لحمل إسرائيل على وقف الحصار ضد قطاع غزة·وقال وليد المعلم وزير الخارجية السوري أن "بلاده تعتبر أن رفع الحصار الممارس ضد الفلسطينيين في قطاع غزة هو مسؤولية العرب والمجتمع الدولي برمته ويحتاج ذلك إلى تدخل سريع لوقف سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلي وجرائمه"·نفس الموقف أعربت عنه ايران التي دعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ لدراسة التصعيد الاسرائيلي في غزة واقترحت إحتضانه·وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في اتصال هاتفي أمس مع نظيره القطري أنه حان الوقت لأن يعقد وزراء الخارجية في المنظمة اجتماعا طارئا على خلفية ما يحدث في غزة·