هي من الفنانات الملتزمات والمتميزات بأدائهن للأغاني الوطنية الحماسية في المناسبات الوطنية والمحافل الدولية، وكانت بطلة ملحمة الجزائر الخالدة سنة 1994، استطاعت أن تقدم كما معتبرا من الاغاني على ركح المسرح القومي المصري وبدار الاوبرا أيضا، كما تعاملت مع الموسيقار الكبير حلمي بكر والشاعر الراحل عبد السلام أمين في "قلبي على بلادي" وأغاني اخرى شكلت ألبومها الغنائي الذي انتجته روتانا للصوتيات والمرئيات، إنها الفنانة دنيا الجزائرية التي أطلت علينا في رمضان بفوازير "حاجي فاجي" إلى جانب جدو حسان والحاجة زاز.. هي ضيفتنا هذا الاسبوع. - "المساء": عرفناك كمطربة، لكن مؤخرا اكتشفنا لدينا موهبة أخرى تتمثل في التمثيل من خلال "حاجي فاجي" فما تقييمك للتجربة؟ * المطربة دنيا الجزائرية: صراحة، هي تجربة جميلة رحبت بخوضها بمجرد عرضها علي لاقتناعي الشديد بنجاحها، فعدا كونها الأولى من نوعها، هي غنية من حيث العطاء والإفادة، وهذا لتوغلها في عمق الأصالة الجزائرية المتمثلة في تقاليدها الفريدة الرائعة، وتراثها الغني الزاخر بالكلام الجميل المعبر الحكيم، وبما أنني جزائرية وأعشق الجزائر حتى النخاع، أميل الى كل ما يخدمها ويبرز جمالها ورونقها الذي ليس له مثيل، شاركت في هذا النمط من الفوازير، الذي أعتبره إضافة إيجابية إلى الرصيد الفني الجزائري ومشواري أيضا. - نفهم من هذا أنك ستستمرين في القيام بمثل هذه الأعمال الفنية إذا ما عرضت عليك مستقبلا؟ * أجل، وهناك بالفعل سيناريوهات أنا بصدد دراستها، والله يوفقنا إلى ما فيه الخير. - تعتبر دنيا ثاني فنانة جزائرية استطاعت ولوج عالم أضخم شركة عربية ألا وهي روتانا، فكيف حدث ذلك؟ * ليس سهلا على أي فنان اقتحام شركة سمو الامير وليد بن طلال، فروتانا هي حلم كل فنان عربي، واحتضانها للفنانين يحتكم إلى مقاييس وشروط دقيقة معينة.. أهمها امتلاك الطاقة الصوتية والإبداعية معا، ولم يكن لروتانا أن تدخلني عالمها لو لا اقتناعها بقدراتي الصوتية التي زكاها العديد من الفنانين الكبار، أمثال حلمي بكر وغيره.. وبالفعل، تعاقدت معها وكان ثمرة ذلك التعامل الالبوم الأول.. (في حاجة بنا) الذي استغرقت مدة التحضير له 6 أشهر ليعرف بعدها النور، بفضل جهد جماعي لكبار الاساتذة والكتاب والملحنين منهم: محمد الرفاعي، تامر عاشور، ورياض الهمشري رحمه الله، وتامر علي، الذين سعوا إلى تنويع مواضيعه (الدرامي، الرومانسي...)، والاغاني الخفيفة التي تخاطب العقل.. في قالب ريتمي راقص يتماشى والعصر، وهذا لاستقطاب كل الشرائح، وعرف الالبوم نجاحا واسعا، والجميل أن أغنية (زاد شوقي) التي أدرجتها ضمن هذا الألبوم هي من التراث الجزائري ممزوجة برصيد شاوي غني وطابع شرقي ارتجالي راق نالت نجاحا كبيرا في العالم العربي، وأحدثت المفاجأة! - صراحة، ألم تخش دنيا عند تعاقدها مع روتانا الوقوع تحت الضغط، حيال تصوير الكليبات على وجه التحديد؟ * أبدا، لأن لدنيا مبادئها وأخلاقها التي لا يمكن أن تحيد عنها أبدا، وبحكم تعاملي مع هذه الشركة أؤكد أنه لا دخل لروتانا في طريقة لبس أي فنان، وأنا شخصيا صورت بالطريقة التي ترضيني وتعبر عن شخصيتي، وقد عوملت بكل حب واحترام، أما الأمور الاخرى التي تظهر على الشاشة (الكليبات المصورة) فالفنان هو المسؤول، عنها لأنها صورة عن شخصيته وميولاته ولا دخل لروتانا فيها. - هل التعاقد بينك وبين روتانا لا يزال قائما؟ * أجل، وحاليا نحن بصدد التناقش في امكانية ادراج أغان جزائرية من التراث ضمن الالبوم الجديد. - رغم مكوث "دنيا" بالمشرق العربي لمدة إلا أنها ما تزال محتفظة باللهجة الجزائرية وتعمل لصالح الاغنية الجزائرية أيضا ولا تنس الجزائر أبدا، فأكيد أنها قد حضرت شيئا لوطنها بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة التحرير المجيدة؟ * بلا شك.. فقد صورت أغنية.."جزائر لن تركعي" كلمات عز الدين ميهوبي، كما لم أنس فلسطين (غزة) حيث صورت أيضا.. أغنية "الفلسطيني".. الكلمات لعز الدين ميهوبي.. ولي مشاريع وطنية سلمتها ل"حقوق المؤلف" أي للديوان.. وأنتظر الموافقة عليها.. كما سلمت رسالة أخرى لوزارة الثقافة بشأن دعم مشاريع تراثية (خاصة بإحياء أغان تراثية) وأنا أنتظر الرد أيضا.... - هل من مشروع قائم هنا بالجزائر؟ *حاليا أنا بصدد التحضير لألبوم من التراث مع طاقم من مؤلفين وملحنين وموزعين شباب، وهذا لإعطاء نفس جديد للأغنية الجزائرية التراثية، وفرصة لجيل ناشء يحتكم إلى روح الخلق والإبداع للبروز. - ماذا تتمنى دنيا؟ * دعم الجهات المعنية بالفن والثقافة للمشاريع الجادة، ومنها المشاريع الخاصة بإحياء التراث الجزائري الفني والغني جدا والذي لم يستغل بعد.. وهناك أمنية أخرى هي حلم حياتي، وهو أن أصبح المطربة الجزائري الأكثر شعبية وانتشارا في العالم ويحبني الناس وأكون سفيرة الأغنية الجزائرية.