لا تزال مقبرة "برقوق" بمفتاح شمال شرق البليدة تستغيث، داعية القائمين على شؤونها إلى ضرورة التدخل لوضع حد لحالة التشبع التي ظلت تميزها لسنوات عديدة، الأمر الذي أجبر العديد من سكان المنطقة على دفن موتاهم في مقابر أخرى تبعد بعشرات الكيلومترات عن مقر إقاماتهم. وقد استاء السّكان من هذا الوضع المتكرر خاصة مع النمو الديموغرافي المتزايد لسكان البلدية والذي قارب مع بداية السنة الجارية حدود 32 ألف نسمة. وحسب شهادات بعض المتطوعين لحفر القبور فإن هذه الظاهرة أصبحت لا تطاق، لاسيما مع المشاكل التي يصادفونها ،"فلا يكاد يخلو قبر من بقايا عظام لأحد الموتى المدفونين فيه سابقا، "يقول أحدهم "لا خيار أمامنا سوى دفن الميت إلى جانب هذه العظام". وأشار محدثونا إلى أن المقبرة ليس بمقدورها استيعاب موتى جدد، مادفع بالمواطنين إلى دفن موتاهم على حواف الأرصفة وفي المسالك المخصصة للراجلين، حيث أصبح التنقل بين القبور لا يطاق مع مرور الأيام. وعلاوة على مشكل التشبع الذي تعاني منه مقبرة مفتاح، فإن هذه الأخيرة تعرف تدهورا كبيرا بسبب تحولها إلى شبه مرعى للحيوانات، وملجأ للمنحرفين لممارسة مختلف أنواع الرذائل. ويطالب السكان بإيجاد حل نهائي لهذه المظاهر المنتهكة لحرمة الأموات بإعادة تسييج المقبرة وتخصيص حارس لها. وكرد أولي عن هذه الانشغالات يبقى حل مشكل الاكتظاظ والتشبع الذي تعاني منه المقبرة مرهونا بإيجاد عقارات وأراض أخرى تسمح بتحويلها إلى مقابر لتخفيف الضغط المركز على المقبرة الأولى، والقضاء على عمليات الدفن العشوائي، وبسبب نفاد العقارات التي استهلكت في المشاريع الفلاحية والسكنية، دعت أوساط من بلدية مفتاح كافة المواطنين المالكين لأراض إضافية إلى التبرع بها كمدافن جديدة، كما أضافت المصادر أن الجهات المسؤولة عن هذه الأمور لن تتردد في توسيع شبكة المقابر في حالة حصولها على عقارات إضافية.