تعيش مقابر ولاية قسنطينة وضعية غير مرضية لا تليق بحرمة الأموات، حيث أن 80%من مقابر الولاية التي وصل عددها حسب آخر احصائيات مديرية التنظيم والشؤون العامة، الى 123 مقبرة تفتقد للتهيئة، وهو الأ مر الذي أحدث صعوبة في ولوج هذه الاماكن المقدسة، خاصة من قبل زوار المقابر... وبات من الصعب اليوم ان يدفن المرء موتاه في ظروف طبيعية دون متاعب ومشقة، لأن جل هذه المقابر لا تزال تعيش وضعية رديئة مقارنة بالمقابر الاخرى، خاصة المسيحية منها والموجودة بالولاية، وهذا بسبب الفوضى والنقائص التي تعرفها مقابرنا، حيث سجلت بعض الإحصائيات المقدمة، ان اكثر من 74 مقبرة بالولاية غير مسيجة و93 مقبرة اخرى غير محروسة و80% غير مهيأة، وهو ما جعلها عرضة للانتهاكات وللعديد من السلوكات الانحرافية بالمجتمع، بعد ان اصبحت ملجأ للمتشردين والمنحرفين. وخاصة المقبرة المركزية، التي تعتبر اكبر مقبرة، والتي تبدو انها ليست بمنأى هي الأخرى عن هذه النقائص، فقد اعطت هذه الاخيرة طابعا مميزا للفوضى واللامبالاة رغم كونها قبلة لكل الوافدين لدفن موتاهم نظرا لمساحتها الشاسعة (18 هكتارا) وقربها من التجمعات السكانية فالمقبرة المركزية التي تضم 35% من القبور، شهدت في الآونة الاخيرة تسربا للمياه القذرة ناتج عن انسداد قنوات صرف المياه، حيث ادى ذلك الى اتلاف 89 قبرا بسبب هذه المياه، التي تسببت أيضا في تعفن المحيط، ضف الى ذلك، فإن كثافة الدفن بالمقبرة المركزية كبيرة خاصة وأنها لا تضم مسالك بين القبور، ما صعب على الزوار عملية الدفن. من جهة أخرى، فإن الوضع السيء الذي تعيشه مقابر الولاية ينعكس سلبا على جل مقابر بلدياتها، إذ أن ثاني اكبر تجمع سكاني بالولاية وهو دائرة الخروب، والتي تضم 9 مقابر تتربع على مساحة 4 هكتارات تعرف هي الأخرى العديد من المشاكل، حيث ان 78% من هذه المقابر غير مسيجة و67% منها غير محروسة و54% الاخرى غير مهيأة، تليها مقابر البلديات المجاورة كبلدية الحامة بوزيان، ديدوش مراد، بلدية زيغود يوسف، عين اسمارة... حيث تعرف هذه المقابر العديد من المشاكل كغياب الحراسة، السياج، التهيئة، تعبيد الممرات وتنظيم الدفن، التشجير... مما يضع المسؤولين المحليين امام الامر الواقع، وبذلك يتحتم عليهم إيجاد حلول لهذه المشاكل بهدف تحسين وضعية قبور الولاية. وأمام هذا الوضع تم اللجوء الى بعض الحلول الاستعجالية، على غرار قرار والي الولاية المتمثل في تخصيص مساحة 7 هكتارات قابلة للتوسيع مستقبلا بالمدينة الجديدة علي منجلي، لإنشاء مقبرة وفق المعايير المعمول بها، لتخفيف الضغط على المقابر الاخرى، وكذا محاولة النهوض بهذه المقابر من خلال فك العزلة عنها بشق الطرق والمسالك المؤدية إليها وصيانتها وتهيئتها، والعمل على توعية الزوار المتوافدين عليها، من خلال تنظيم عملية الدفن حفاظا على مساحة المقابر واحترام الأموات.