أشاد السيد بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني أول أمس، بالجزائر العاصمة بمناقب ومآثر شخصية المؤرخ والمناضل أحمد توفيق المدني واصفا إياه ب"الشخصية الجزائرية ذات الأبعاد المغاربية". وفي كلمة ألقاها في الأمسية الفكرية لنادي الصحافة للحزب خصصت لتكريم الراحل أحمد توفيق المدني قال السيد بلخادم إن هذه الشخصية التاريخية "كافحت المستعمر وكافحت التخلف والجهل" مضيفا أنه رجل اجتمعت فيه خصال "الجهاد والعلم والتاريخ والسياسة والأدب والتربية". كما ذكر بالأبعاد المغاربية للرجل قائلا "إنه من مواليد تونس ومن عائلة جزائرية مهاجرة بدأ نضاله مبكرا فاعتقل إبان الحرب العالمية الأولى وكان من بين مؤسسي الحزب الدستوري التونسي ونفي من تونس بسبب الدعاية لمقاومة الامير عبد الكريم الخطابي". وفي هذا الصدد جدد السيد بلخادم تأكيده "أن رسالة جبهة التحرير الوطني أمانة تتوارثها الأجيال لتتوجه بعزم وثبات نحو المستقبل" قائلا "إننا مدينون بالاستقلال للشهداء وللشعب الذي ذاق العذاب والمحن والقتل الجماعي والتشريد" موضحا بأن الصفحة الاستعمارية "طويناها من دون تمزيق". ومن جهتهم أجمع عدد من رفقاء الراحل أحمد توفيق المدني الذين حضروا هذا الحفل التكريمي كالسيد أحمد لكحل فضلاء عضو في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمؤرخين كالسيدين العربي الزبيري وجمال قنان والكاتبة زهور ونيسي على أن الراحل من الرجال الذين يبقى أثرهم بعد موتهم ويستمر عطاؤهم الجهادي والعلمي والثقافي من خلال صفحات الكتب والمقالات التي كتبوها وسيرتهم الذاتية المملوءة بالتحديات. ويذكر أن المداخلات تناولت مختلف جوانب حياة أحمد توفيق المدني بصفته مناضلا سياسيا ومجاهدا ثوريا في الكفاح المسلح وإعلاميا وكاتبا في العديد من الجرائد والمجلات كالبصائر ومؤرخا لتاريخ الجزائر. ومن أهم العناوين التي تركها "كتاب الجزائر" و"جغرافية الجزائر" و"حنا بعل" و"حرب 300 سنة"و"محمد عثمان باشا" و"حياة كفاح" في أربعة أجزاء وغيرها من المؤلفات. ويذكر أن الراحل تولى عدة مسؤوليات قبل وفاته في 18 أكتوبر سنة 1983 من بينها عضو في الهيئة التنفيذية للحزب الدستوري التونسي وعمره لا يتعدى 21 سنة وأمين عام جمعية العلماء المسلمين سنة 1951 وممثل لجبهة التحرير الوطني بالقاهرة بعد أن انخرط في صفوف ثورة التحرير في عام 1956 ووزير للشؤون الثقافية في أول حكومة للجزائر المستقلة عام 1962.