حذر عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أمس، من أولئك الذين من محاولات تبييض صورة التاريخ الاستعماري الأسود التي تقودها أطراف سياسية وإعلامية فرنسية، مؤكدا في هذا الصدد أن أبناء وأحفاد جيل نوفمبر لا يمكن أن يضعفوا أمام دسائس أولئك الذين يحنون للمستعمر، وأنهم لن يحيدوا عن المبادئ التي جاءت بها ثورة نوفمبر المباركة. سهام مسيعد تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جاءت خلال إشرافه على تكريم المؤرخ والكاتب المرحوم أحمد توفيق المدني الذي بادر به نادي الصحافة لحزب جبهة التحرير الوطني، تحت شعار: » أحمد توفيق المدني حياة كفاح « ، وبعد أن استعرض بلخادم مناقب الرجل، أوضح أن تاريخ الجزائر زاهر بالأحداث والعبر التي تثبت نبل أبناء جبهة التحرير الوطني، وهذا التاريخ لا ينضب، ومعانيه لا يمكن أن تزيلها آفة النسيان أو خيانة الإنسان أو تقلب العصور والأزمان. وأضاف بلخادم متحدثا عن توفيق أحمد المدني، أن المرحوم كان واحدا من المخضرمين الذين امتد عطاؤهم للوطن على مدى قرن من الزمن، لافتا إلى أن الرجل تتوافر فيه صفات الجهاد والعلم والتاريخ والسياسة والأدب والتربية بما يجعله منارة لتاريخ ومستقبل الجزائر في الداخل والخارج. وبما أن الرجل اختص في كتابة تاريخ الجزائر في حقبات مختلفة، فقد عرج بلخادم خلال كلمته على ثورة نوفمبر الخالدة مؤكدا أن الأفكار التي قامت عليها ثورة نوفمبر، التي لقنت أعتى قوة استعمارية في العالم دروسا في التضحية هي قيم تبقى صالحة اليوم لتقدم لنا الشجاعة والقوة لمجابهة تحديثا العصر. ويعود بلخادم إلى الحديث عن المدني باعتباره صلب الموضوع عندما يقول إنه كان شخصية جزائرية بأبعاد مغاربية حيث أنه ولد في تونس من عائلة جزائرية، وكان له نضال كبير في هذا البلد الشقيق، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الرجال العظماء لا ينتهي أثرهم بانتقالهم إلى الدار الآخر وإنما يبقى بقاء أعمالهم الخالدة. واستغل بلخادم الفرصة ليدعو إلى عدم تفويت إحياء أية مناسبة من المناسبات العظيمة في تاريخ الجزائر مكن باب أن » الأمة التي لا تعتز بتاريخها ولغتها وقيمها وشخصيتها ولا تغار على سيادتها وكرامتها آيلة للسقوط عاجلا أم آجلا«. كما توجه بلخادم بالحديث إلى أولئك الذين يتربصون بالجزائر وبتاريخها المجيد من الفرنسيين أو من محبيهم بالقول إن الجزائريين محكوم عليهم أن يمتزج عرقهم قبل دمهم بالتراب الغالي، مضيف أننا نسعى إلى بلوغ العلا في أمن وسلام بعيدا عن أطماع الطامعين من أحفاد بيجار الذين يحاولون جهارا أو خفية تبييض التاريخ الاستعماري الأسود عبر محاولات تقودها أطراف سياسية وإعلامية فرنسية، مؤكدا أن الجزائيين قد طووا الصفحة، لكنهم لم يمزقوها في إشارة واضحة إلى التسامح دون نسيان التاريخ. وأضاف بلخادم أن دسائس هؤلاء ستقابل بالتحدي من طرف الجزائر التي لن تحيد عن مباديء ثورة نوفمبر. وفي محاولة للرد على أتباع مقوبة أن فرنسا هي التي منحت الاستقلال للجزائر، قال بلخادم إن الجزائر مدينة اليوم باستقلالها لله ثم للشهداء والمجاهدين من أبناء الشعب الجزائري الذي ضحى بأغلى ما لديه من أجل الوطن. وقد تكلل الحفل التكريمي الذي حضره وزراء سابقون وإطارات في حزب جبهة التحرير الوطني ونواب في البرلمان وممثلين عن المجتمع المدني وعدد من إطارات الدولة وممثلين عن الأسرة الثورية من مجاهدين وأبناء شهداء وكبار معطوبي ثورة التحرير، إلى جانب أساتذة ودكاترة ومثقفين، بتقديم وسام من طرف الأمين العام للأفلان إلى عائلة المؤرخ والكاتب المرحوم توفيق أحمد مدني، كما تخللت هذا الحفل محاضرات وشهادات لأشخاص عايشوا الرجل وعلى رأسهم الكاتبة الجزائرية زهور ونيسي والدكتور السعيد شيبان.