دعا أمس الأستاذ جمال قنان إلى تخليد ذكرى أعلام الجزائر، منتقدا عدم توافر كتب حول هؤلاء في المكتبات والمدارس، كما تطرق المتحدث إلى خصال المؤرخ المرحوم توفيق أحمد المدني، متوقفا عند أهم المؤلفات التي قام بتأليفها عن تاريخ الجزائر، حيث أكد أن الرجل وإن لم يكن مؤرخا محترفا، فإنه كان أيضا من كبار المطلعين على ما يحاك في تلك الفترة ضد الجزائر والوطن العربي. جمال قنان كان يتحدث خلال محاضرة ألقاها بمناسبة تكريم المؤرخ والكاتب المرحوم توفيق أحمد المدني من طرف نادي الصحافة لحزب جبهة التحرير الوطني، حيث أشرف الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم شخصيا على تسليم وسام استحقاق لعائلته، وقد أكد خلال هذه المحاضرة التي ركز فيها على مؤلفات الرجل أن هذا الأخير وإن كان مؤرخا غير محترف، فإنه كان يعمل جاهدا على انتقاء المعلومات التي يحوز عليها ويقوم بمقارنتها مع بعضها البعض. وقد أوضح المتحدث أن توفيق أحمد المدني كان من كبار المطلعين على ما يحاك ضد الجزائر والوطن العربي، وكان يترجم أفكاره هذه إلى نصوص يكتبها في مجلة البصائر التي كانت منبرا له للدفاع عن مقومات الشخصية الجزائرية وعن المقومات الحضارية للشعب الجزائري. وخلال حديثه عن كتاب تاريخ الجزائر، أكد جمال قنان أن أوروبا عندما كانت تكتب تاريخها القومي في القرن التاسع عشر، كانت الجزائر تصارع من أجل انتزاع استقلالها، وهنا ذكر المتحدث بضرورة تغيير كلمة استعمار بكلمة احتلال ، وكلمة غزو بكلمة عدوان لأن المصطلحين أكثر دلالة وقوة . واعتبر المتحدث أن كتاب تاريخ الجزائر يعد فعلا وثيقة هامة ومرجعا أساسيا لمختلف جوانب الاحتلال الفرنسي، مؤكدا أن المدني قد قدم فيه صورة واضحة للوضع الذي عاناه الشعب الجزائري خلال الاحتلال الفرنسي. وتطرق المحاضر أيضا إلى كاتب » محمد عثمان باشا داي الجزائر« الذي يصف فيه المؤرخ توفيق أحمد المدني بدقة مرحلة الحكم العثماني في الجزائر، مذكرا بأن الاختيار قد وقع على هذا الداي لأنه كان معروفا برجاحة عقله وعدالة حكمه. أما كتاب حرب 300 سنة فقد كان فيه الكاتب محترفا اطلع على عدد من المخطوطات وقرأ ما كتبه الفرنسيون حول الجزائر دون أن يكون مجرد ناقل مغمض العينين، بل مؤرخا منتقيا، ثم يأتي بعده كتاب مذكرات الشريف زهار وهو كتاب يروي وقائع حدثت ما بين القرن 18 و 19 الميلادي. وذكر المحاضر بضرورة الاهتمام بتخليد أعلام الجزائر مؤكدا أن الجزائريين طالما نسوا هذا الجانب الهام الذي من شانه أن يحفظ الهوية الوطنية.