قدمت الدكتورة وردة حيمر أول أمس، بقاعة القدس بالصالون الدولي للكتاب مؤلفها الجديد الذي سينزل السوق قريبا والذي يحمل عنوان "تحدوا الامبراطورية" والصادر عن دار القصبة للنشر، ويتناول محطات مهمة من تاريخنا الوطني المليء بالقيم والمقاومة. الدكتورة حيمر باحثة وأستاذة جامعية (جامعة الجزائر) مختصة في الأدب الفرنسي متحصلة على دكتوراه درجة ثالثة من باريس وعلى دكتوراه دولة من جامعة "وران"، قادتها أبحاثها وبحكم الصدف أن تكتشف التاريخ فنتيجة احتكاكها بالأرشيف -خاصة بفرنسا - تحصلت على وثائق ومعلومات استطاعت تركيبها علميا لتتعمق في التاريخ الوطني القديم وتحاول بالتالي نقل هذه المعارف لطلابها وللقراء بوجه عام. السبب وراء كتابة هذا المؤلف هو بقاء هذا التاريخ القديم مجهولا بالنسبة للجزائريين، أما ما قد يتوفر من كتابات فأغلبها استعمارية تحمل نظرة غير موضوعية وتحتقر هذا التاريخ العظيم سردت الكاتبة أسماء بعض قادة المقاومة الجزائرية في التاريخ القديم منهم مثلا البطل "جوبا الأول" سليل عائلة ماسينيسا الملكية والذي قاد حربا ضد قيصر روما »جول سيزار« حاول استعمار الجزائر بالقوة للاستيلاء على خيراتها واستعباد شعبها، علما أن القيصر انطلق في هجومه من قرطاج شرقا (تونس) وصولا الى سيرتا (قسنطينة) وهكذا انطلقت المعارك من سنة 46 إلى 49 قبل الميلاد، إلا أن الخيانة نخرت صفوف »جوبا« وكانت من »بوكوز« من المغرب الذي رشته روما لبيع الجزائر وقالت له »لك نصف نوميديا إذا انتصرنا« وهكذا حوصر جوبا شرقا من روما وغربا من »بوكوز« وأمام الهزيمة فضل جوبا الانتحار على أن سيتسلم كما استسلم حاكم »غاليا« بجنوب فرنسا راكعا لهذا القيصر مفضلا أي جوبا الموت. كما سردت المحاضرة حياة تاكفاريناس صاحب حرب "7 سنوات" ضد روما وكله تاريخ مسجل في كتب الرومان والاغريق منها نص »تاسيت« المؤرخ الروماني المعروف. وهذا خلصت المحاضرة إلى أن هولاء الزعماء ليسوا كما يصفهم مؤرخوا الغرب بأنهم جاهلون ومتخلفون وبرابرة يرتدون جلود الحيوانات بل ان اغلبهم كانوا متعلمين وتتلمذوا في معاهد قرطاجة ودرسوا فنون الحرب والموسيقى والشعر وتزوجوا من بنات النبلاء والملوك في قرطاجة كما كان الحال مثلا مع ماسينيسا، لذلك على الأجيال القادمة ان تعي هذا التاريخ لتواجه به المغرضين.