شرعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في تطبيق المخطط الوطني لمكافحة حشرة حفارة الطماطم المعروفة باسم "توتا أبسلوتا" وهي الحشرة التي أضرت بالإنتاج الوطني لدرجة عزوف العديد من الفلاحين عن انتاج الطماطم، نظرا للخسائر التي لحقت بهم، وقد تم توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لوقاية 16431 هكتارا على مستوى الحقول والمزارع البلاستيكية، مع توزيع 12100 فخ على الفلاحين وتنسيق العمل مع كل المعاهد والمؤسسات التي تعنى بالبحث في مجال حماية النباتات. ولضمان المتابعة وتنسيق برنامج المكافحة المتكاملة للآفة التي تنتشر كل سنة عبر عدد من حقول ومزارع انتاج الطماطم شكلت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية خلية عمل ورصد تتألف من مديرية وقاية النباتات والمراقبة التقنية، مديرية الضبط وتطوير الإنتاج الفلاحي وعدد من المعاهد التقنية على غرار المعهد الوطني لوقاية النباتات، المعهد الوطني للأبحاث الزراعية والمعهد التقني لزراعة الخضروات. وما ينبغي التأكيد عليه، حسبما تشير إليه مصادرنا هو مخطط المكافحة المتكاملة الذي شرع في تطبيقه لمكافحة الحشرة المتسببة في إتلاف المنتوج الذي يندرج ضمن الإجراءات التي وضعتها الوزارة في إطار نشاطات إعادة تركيز السياسة الفلاحية وتحفيز الفلاحين من خلال المساهمة في حل مختلف المشاكل التي تؤثر على الإنتاج الوطني. فقد ساهمت مختلف الإجراءات التي باشرتها الوزارة عبر مختلف مصالحها في استعادة الثقة لدى مزارعي الطماطم الذين أكدوا عزوفهم عن انتاج الطماطم وهو ما أدى الى تخلف العديد من الولايات في عقود النجاعة التي ابرموها مع الوزارة الوصية، وتتوقع الوزارة من خلال مساندة الفلاحين لمّ شمل الفاعلين في مجال زراعة الطماطم وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف التي وضعتها الوصاية من أجل إعطاء دفعة جديدة لتحقيق النمو الفلاحي، وبالتالي تحسين الإنتاج. وعن الحشرة التي يطلق عليها اسم "توتا أبسلوتا" تشير مصادرنا إلى أن أول ظهور لها بالجزائر كان في شهر ماي من سنة 2008 بغرب البلاد ثم امتدت إلى ولايات أخرى، لاسيما المناطق الساحلية ولمواجهة هذا التهديد أعدت الوصاية مخطط مكافحة متكاملا ضد الحشرة سواء تحت البيوت البلاستيكية أو في الحقول، وتم مراسلة كل الولايات المتضررة من أجل حماية برامج إنتاج الطماطم. وقصد مكافحة انتشار الآفة تم اللجوء إلى الوسائل البيولوجية كبديل للمعالجة الكيميائية التي أثبتت عدم فاعليتها، في هذا الصدد استخدمت المصالح الفلاحية أكثر من 15000 فخ بيولوجي لحصر توسع انتشار الحشرة وذلك لحماية 2655 هكتارا من برنامج الزراعة تحت البيوت البلاستيكية، وحتى يتم حماية منتوج الطماطم لهذه السنة بادر الفلاحون بالتنسيق مع المصالح الفلاحية إلى وضع هذه الأفخاخ خلال النصف الأول من شهر فيفري الفارط، تحسبا لفترة تكاثر الحشرة، وهي التقنية التي أعطت نتائج ايجابية في مجال محاصرة الآفة على الصعيد الوطني كما سمحت بتقليص معتبر لانتشارها داخل البيوت البلاستيكية. ونظرا لخصوصية برنامج زراعة الطماطم الصناعية بالجزائر تم وضع جهاز عمل لمحاصرة الآفة في كل من ولايات الطارف، عنابة، سكيكدة وقالمة وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في معدل الإصابة، وسمح بإنقاذ انتاج الطماطم الصناعية عبر 16341 هكتارا من خلال توزيع 12100 فخ والقضاء على بؤر انتشار حفارة الطماطم، في سياق آخر تطلب مخطط المكافحة المتكاملة تأطير تقنيين ينشطون في إطار التجمعات الفلاحية التابعة لمزارع الطماطم التي تم تنظيمها بصورة مشتركة بين كل من مصالح الصحة النباتية لمديريات المصالح الفلاحية والمعاهد الوطنية لوقاية النباتات، حيث يتم تقديم توصيات حول تقنيات المكافحة وكذا التدابير الوقائية اللازمة. وتجدر الإشارة الى أنه تم بعث إطار للتعاون بين الجزائر ومنظمة الأغذية والزراعة يتعلق بإدخال تقنيات جديدة لمكافحة كل أشكال الحشرات والأمراض التي قد تصيب الإنتاج الفلاحي.