تعيش مختلف مصالح المستشفى الجامعي بوهران عجزا فادحا في عدد الاطباء المتخصصين في مجال الجراحة، إذ يتواجد به 106 اطباء يعملون على مستوى 35 مصلحة طبية. ويشرف هؤلاء على اجراء ما بين 45 الى 50 عملية يوميا مقابل استقبال ما لا يقل عن 200 ملف خاص بالمرضى نصفه متعلق بالحالات الاستعجالية على غرار العمليات الجراحية الخاصة بالأمراض الباطنية ومختلف الحوادث اليومية التي يحتاج أصحابها الى التدخل الجراحي. وقد كشفت الدراسات الميدانية ان مستشفى وهران يوفر طبيبا جراحا واحدا لكل 260 مريضا هذا الى جانب النقص الكبير الذي يميز بعض التخصصات بالرغم من ارتفاع نسبة الطلب عليها مثل جراحة الاعصاب وزرع الكلى والامراض القلبية، الامر الذي يدفع بالكثير من المرضى باللجوء الى العيادات الخاصة والمستشفيات المتواجدة بالعاصمة، وحسب أحد الأطباء الجراحين بالمستشفى الجامعي بوهران فإن قطاع الصحة عموما شهد في السنوات الاخيرة هجرة جماعية لجراحين فضلوا العمل بالعيادات الخاصة والدول الاجنبية لأسباب مادية وآخرين أجبروا على هجرة التخصص ككل واستبداله بنشاط مغاير، حيث سجل المستشفى الجامعي لوحده مغادرة ازيد من 60 طبيبا جراحا تركوا مناصب عملهم خلال الثلاث سنوات الاخيرة مخلفين وراءهم نقصا كبيرا في اقسام الجراحة التي باتت تعرف ضغطا كبيرا لعدم قدرة الاطباء الجراحين المتواجدين بالمستشفى على تغطية الحالات المرضية التي تتطلب الجراحة، وهو المشكل الذي طرح بقاعة المحاضرات بمستشفى 1 نوفمبر بأيسطو يومي 25 و26 من الشهر الماضي بعنوان »الجراحة العامة« الذي حضره كبار الأطباء المتخصصين في مختلف التخصصات الجراحية الطبية من دول اروبية وعربية، وتم التطرق فيه أيضا الى أحدث وأنجع المناهج والتقنيات الدراسية في هذا الجال وتبادل الخبرات، بالاضافة الى معالجة مختلف الآثار السلبية التي تفرزها ظاهرة الأخطاء المهنية الطبية والتي قد تنتهي بإعاقة أوهروب المريض بدلا من علاجه.