ثمّن وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بو عبد الله غلام الله الدور الذي قامت به الزوايا إبان الحقبة الاستعمارية في الحفاظ على الشخصية والثوابت الوطنية، حيث "ساهمت هذه الزوايا في حماية الشخصية والتراث الوطني من آثام الاستعمار الذي حاول بكل ما أوتي من قوة تدمير الشخصية الوطنية". جاء ذلك خلال افتتاحه، أمس، بتندوف فعاليات الملتقى المغاربي حول موضوع "الزوايا والقضاء وأيام الإنشاد الصوفي" الذي يندرج في إطار إحياء الطبعة العاشرة لموسم العلامة "سيدي المختار بن بلعمش" في ذكرى وفاته ال143 . كما أبرز السيد بو عبد الله غلام الله الدور الاجتماعي للزوايا والتي لا زالت تؤديه لاسيما ما تعلق منه بزرع ثقافة السلم والصلح وفض النزاعات الاجتماعية وإشعاع روح التآخي والتآزر بين أفراد المجتمع. وكما أشاد بتنظيم مثل هذه الملتقيات التي تمكن من التعريف بما بذله شيوخ الزوايا والعلماء من جهود من أجل المحافظة على الهوية الوطنية من خلال نضالهم الفكري المستميت ودعوتهم الى التشبث بالشخصية الوطنية وصون ثوابت الأمة. ويتضمن برنامج هذا الملتقى المغاربي الذي حضره وزير العدل والشؤون الدينية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية -حسب شيخ زاوية بلعمش، السيد أمانة الله بلعمش- تنظيم ندوات وإلقاء أكثر من 20 محاضرة من طرف أساتذة جاءوا من عدة جامعات الوطن ومن موريتانيا ومالي والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وسيتناول المتدخلون في هذا اللقاء الذي ينظم بالتعاون مع مركز البحوث والمخطوطات بوهران على وجه الخصوص محاور ذات صلة "بمسألة القضاء في الدول المغاربية وأنواعه" و"تراجم القضاة وقضايا التحكيم العرفي" و"القضاء في منطقة تومبوكتو" بمالي باعتبارها واحدة من الحواضر العربية الإسلامية. وتعد إقامة هذا الموسم مناسبة لاسترجاع ذكرى الولي الصالح "سيدي المختار بلعمش" والتعريف بشخصية هذا الشيخ الجليل الذي أثرى مكتبة أهل بلعمش بأزيد من 272 منسوخا إلى جانب ثمانية كتب في غاية القيمة العلمية والتاريخية. وتدوم هذه التظاهرة ثلاثة أيام تضم العديد من النشاطات الثقافية والفنية والرياضية، كما ستقام بالمناسبة سهرات دينية تحييها فرق الإنشاد الصوفي وفدت من مختلف جهات الوطن وبمشاركة فرقة الإنشاد من سوريا بقيادة الأستاذ منير عقلة.