تستعد زاوية سيدي سالم الرحمانية بوادي سوف لتنظيم الملتقى الثالث بوادي سوف يومي 9 و10 نوفمبر القادم، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الذكرى المائوية لوفاة الشيخ سيدي مصباح نجل سيدي سالم عليهما رحمة اللّه، واختير للقاء عنوان "دور الزوايا الرحمانية في الحفاظ على المرجعية الدينية والشخصية الوطنية" موضوعا للحديث والنقاش بين الأوساط العلمية والدينية المشاركة. وتهدف فعاليات التظاهرة إلى دعم مسيرة زوايا الطريقة الرحمانية الرائدة ودفع عجلة التطور والنماء بالجزائر، كما يأتي هذا الملتقى بعد النجاح الطيب الذي عرفته الملتقيات العلمية السابقة التي عقدتها الزاوية ومساهمة منها في مزيد الإثراء والبيان لدور الزوايا الرحمانية في المجتمع ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وشكلت زوايا الطريقة الرحمانية حجر أساس ومنبر إشعاع في بناء المجتمع الجزائري وهذا لعراقتها ومحافظتها على الأصالة والتراث، والدور التربوي والروحي الذي قامت بتأديته عبر مراحل عسيرة مرت بها البلاد، وبفضل نشاط تلك الزوايا عرفت الجزائر عبر أجيال متعاقبة حياة فكرية تتميز بالمحافظة وواقعاً ثقافياً يقوم على صيانة تراث الحضارة الإسلامية والعمل على تأصيله عن طريق أساليب التعليم والتربية المتوارثة. وانعكاسا لذلك كان المجتمع يعتمد عليها في مواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تحل به من حين لآخر وكانت تمثل له مركزا لوحدة القبيلة، فك الخصومات، الشفاعات، كفالة اليتامى والأرامل، المساعدة في الشدة، الحفاظ على عادات المجتمع.... ولا تختلف زوايا منطقة الجنوب الشرقي عن بقية زوايا القطر، من حيث التركيبة والأدوار. وسيعكف المشاركون خلال الملتقى إلى تناول التاريخ الثقافي والعلمي للجزائر، لا سيما وأن أكبر الواجبات وأهم الأمانات المنوطة بأعناق العلماء والباحثين والأساتذة والطلبة والدارسين، هي نفض الغبار عن التاريخ المجيد الأصيل والتعريف به، فلا يعقل أن لا نعرف إلى اليوم مدى الدور الكبير الذي قامت به كثير من الزوايا الرحمانية المنتشرة عبر أرجاء الوطن وقد كانت منارة علم ودين، ومركز تجمع المجاهدين لمقاومة المستعمر، ودائرة نور وهدى للمسترشدين والعارفين. ويرصد هذا المؤتمر دور هذه الزوايا العلمي في الماضي وما قدمته للمجتمع من خدمات، ودورها في تحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية، والإرشاد والتوجيه، ونشر المحبة والإخاء بين الناس، وفك الخصومات بينهم، وفي مختلف مجالات الحياة، ومدى مساهمتها في الحفاظ على الشخصية الوطنية والوحدة والاستقلال، والرموز والثوابت الوطنية، وما مدى المجهودات التي قامت بها في سبيل البلوغ بهذه الأمة إلى بر الأمان؟ وأن يكون ذلك بشكل علمي أكاديمي يحفظ هذا التراث من الضياع والاندثار. وتم تحديد محاور الملتقى في أربعة جوانب، يتعلق المحور الأول بالجانب التاريخي، ويتناول التعريف بالمصطلحات، ونظرة عامة عن الطريقة الرحمانية، وأضواء على الزوايا الرحمانية بالجنوب الشرقي ومنها زاوية سيدي سالم بالوادي كنموذج، ويتناول المحور الثاني دور الزوايا الرحمانية في الحفاظ على المرجعية الدينية ويتناول دورها في الحفاظ على العقيدة الأشعرية، و على المذهب المالكي، و على تصوف الجنيد، ويعالج المحور الثالث دور الزوايا الرحمانية في الحفاظ على الشخصية الوطنية إذ يتناول الجهود التي قدمت في سبيل الحفاظ على اللغة، والعادات، والقيم، والجهاد، أما المحور الرابع سيعرج على الزوايا الرحمانية "الواقع والآفاق"، يتناول بالدراسة والتحليل واقع الزوايا الرحمانية الراهن، والآفاق التي تتطلع إليها مع تحديد لأولوياتها.