دعا المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية عدى فلاحي، أمس، مشايخ ومسؤولي الزوايا الدينية إلى الضرورة الظهور على الساحة الإعلامية والتعريف بالجهود المبذولة لخدمة الدين والفرص المتاحة التي تملكها الجزائر في هذا المجال، ومن أجل الحد من الهجرة التي طالت الشباب الجزائري إلى الخارج بحثا عن منابر دينية بعد أن جهلوا وجودها في الوطن، رغم كثرتها وعمق تأثيرها في المجتمع. وأوضح المستشار الذي ناب عن وزير الشؤون الدينية خلال تدخله في الندوة الصحفية التي نظمها "فروم المجاهد" حول الشيخ الجليل "عبد المجيد حملاوي"، أن الجزائر قد طعنت مؤخرا في قدراتها الدينية من طرف بعض الأشقاء، حيث قالوا إنها بلد خال من أعمدة الدين، وغيرها من الأقاويل المشينة، داعيا في ذات الوقت مشايخ الزوايا في كل القطر الوطني إلى ضرورة العمل من أجل تعريف الشباب بوجود منابر دينية قيّمة في الجزائر والعمل على الحفاظ عليها وعلى التراث الديني الذي توارثته الأجيال عبر التاريخ، حتى لا نتهم مرة أخرى بفقرنا في المجال الديني. هذا، وأكد عدى فلاحي أن فخامة رئيس الجمهورية لا يزال يرعى ويسهر على تطوير هذه المنابر الدينية من زوايا وملتقيات وأعاد لها الاعتبار ولكل مؤسسات الدينية الجزائرية، بما فيها وزارة الشؤون الدينية، مذكرا في ذات السياق أن الوزير عبد الله غلام الله قد أعطى تعليمات صارمة للحفاظ على الزوايا والعمل على إبرازها بشكل يستفيد منها أفراد المجتمع بما فيها الشباب، كما دعا فلاحي رجال الإعلام والأعمال إلى المساهمة في هذه الخطوة وإخراج رموز ديننا من العزلة التي دخلوها. ومن جهة أخرى، أبرز ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الدور الذي لعبته الزوايا الجزائرية في الحفاظ على الوحدة الوطنية في مختلف مراحلها التاريخية، خاصة عندما كان المجتمع الجزائري بدون دولة تسهر عليه عند إلحاقها بالتراب الفرنسي، حيث ساهمت هذه المنارات الدينية في جمع شمل المجتمع الجزائري رغم الحملات الشرسة التبشيرية التي شنها الاستعمار. هذا، وأكد المتحدث أن المجلس سيعمل من الدرجة الأولى في الحفاظ على اللغة العربية، باعتبارها لغة القرآن واللسان الذي يتكلم به أزيد من 350 مليون شخص، في حين يستعملها أزيد من مليار ونصف نسمة كلغة ثانية. وللإشارة، فإن هذه الندوة حضرها العديد من المشايخ الزوايا، وعلى رأسها خليفة الشيخ الجليل ونجله محمد الهادى، إلى جانب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى والمقرئ رياض الجزائري، حيث ذكر أغلب المحاضرين أن الزاوية الحملاوية كانت قلعة من قلاع الجهاد، ومنبرا من منابر العلم التي عمل صاحبها الشيخ الجليل عبد المجيد حملاوي على غرس الروح الوطنية في نفوس الشعب الجزائري، كما كان لها صدى كبيرا جدا في القارة الإفريقية، ودليل ذلك تخرّج دفعتين من الشباب متكونة من 30 فردا من دولة بركنافاسو على يد عبد المجيد حملاوى رحمه الله بعد أن حفظوا القرآن كاملا. كما أكد أحد المتدخلين، أن الزاوية تخرّج منها ما لا يقل عن 1900 طالب حفظ القرآن، وغيرها من المواقف التي ذكرت للرجل عبد المجيد حملاوي لا يمكن للكلمات أن تعد مناقبه.