عندما تنتقل المرأة من مرحلة سن الخصوبة إلى مرحلة عدم القدرة على الإنجاب يقال إنها تمر بأزمة منتصف العمر المعروفة ب''سن اليأس''، إذ ان المبيض يعلن ''إفلاسه'' ويتوقف عن إنتاج البويضات وإفراز هرمون الأنوثة ''الإستروجين'' وتصاحب هذه المرحلة عوارض تختلف من امرأة إلى أخرى.. ولكن ماذا عن الرجال فهل يمرون هم أيضاً بأزمة منتصف العمر كما هي الحال عند النساء؟ في السطور القادمة نلقي الضوء على هذا الموضوع.. أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن الذكور يدخلون هذه المرحلة تدريجياً، مشيرة إلى أن عوارض سن اليأس ترتبط بالانحسار التدريجي الذي يطرأ على هرمون ''التيستوستيرون''، وهذا الهرمون ينخفض تدريجياً في جسم الرجل اعتباراً من سن الثلاثين. وتنخفض معدلات ''التستوستيرون'' مع تقدم السن إلى ما دون المعدلات الطبيعية محدثة أعراض نقص هذا الهرمون، والتي قد تشبه حالة نقص هرمون الأنوثة عند النساء الذي تصاحبه أعراض سن اليأس من المحيض. وأوضح الدكتور عمرو المليجي رئيس وحدة أمراض الذكورة بمستشفى الدكتور سليمان فقيه بالسعودية، أن مشكلة نقص ''التستوستيرون'' عند الرجال تحدث تدريجياً وليس فجأة كما في النساء ولذلك يكون تطور الأعراض غير ملحوظ، وحتى إذا لوحظ فإنه غالباً ما يرجعها المريض أو حتى طبيبه المعالج في كثير من الأحيان إلى التقدم في السن. وأضاف المليجي أن ''التستوستيرون'' والمعروف بهرمون الذكورة، هو هرمون مهم جداً للرجال ينتج من الخصية ويكون مسؤولاً عن تطور ونمو الأعضاء التناسلية مثل (القضيب والبروستاتا والخصيتين عند التكوين الجنيني للذكر فى رحم الأم)، أما في فترة البلوغ وسن النضج فهو مسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية وتطور العلامات والخصائص الذكورية. وأوضح المليجي أن مستويات ''التستوستيرون'' المنخفضة عن المعدل الطبيعي تصل في المتوسط إلى نسبة 38,7 في المائة من الرجال فوق سن ال.45 وأكدت العديد من الدراسات أنه توجد علاقة قوية بين مستويات ''التستوستيرون'' المنخفضة وأمراض السكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم واضطراب دهون الدم، مشيرة إلى أن انخفاض الهرمونات الذكرية مرتبط بمرض السكري بغض النظر عن السمنة وقد تكون من العوامل المؤدية للإصابة بالسكري.