قررت السلطات السودانية إعفاء كل الجماهير الجزائرية من تأشيرات الدخول المسبقة إلى بلدها بمناسبة المباراة الفاصلة بين الفريق الوطني ونظيره المصري المقررة الأربعاء القادم بالخرطوم. وأوضح بيان لسفارة جمهورية السودان بالجزائر أمس أنه يمكن بهذا للجزائريين السفر إلى الخرطوم مباشرة بدون الحاجة إلى أي تأشيرة. وأضافت السفارة السودانية أن هذا القرار يأتي "في إطار العلاقات الطيبة التي تربط بين الشعبين السوداني والجزائري بهدف تمكين جمهور الفريق الجزائري من المشاركة ومساندة فريقه في المباراة المقامة هذا الأربعاء بالخرطوم". وكان الآلاف من الأنصار قد تنقلوا إلى سفارة السودان بالجزائر بغرض الحصول على تأشيرة الدخول إلى السودان لمتابعة مجريات اللقاء الفاصل بين المنتخب الوطني والمصري. قاعة الاستقبال على مستوى سفارة السودان كانت مكتظة عن آخرها عندما وصلت "المساء" والكل يتساءل عن الإجراءات التي يجب توفيرها للحصول على تأشيرة الدخول فهناك من حمل معه مجموعة من الوثائق الشخصية بالإضافة إلى جواز السفر وهناك من تنقل للاستعلام فقط ، وبعين المكان أكد لنا احد المناصرين في مقتبل العمر أنه اضطر إلى التنقل ليلا بحثا عن مقر السفارة حتى يكون من الأوائل في الصباح وهو عازم على التنقل إلى السودان رفقة ابنه لمناصرة الفريق الوطني في آخر محطة للتأهل إلى المونديال، من جهتها قالت لنا مواطنة أخرى أنها تنتظر منذ الساعات الأولى من الصباح للحصول على كل المعلومات حتى تتنقل هي وابنتها إلى السودان مستغلة في ذلك تأشيرتها السابقة. وكم كانت فرحة الحضور كبيرة عند دخول القنصل العام لقاعة الانتظار لتبادل أطراف الحديث مع الحضور وطمأنتهم بعد لقائه بوفد من وزارة الخارجية، حيث تم الاتفاق على منح التأشيرات مجانا لكل طالبيها وهي التي كانت تقدر ب 1200 دج. وفي تصريح ل "المساء" أكد القنصل العام السيد خالد محمد علي أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الأمنية للحرص على أمن وسلامة المنتخب الوطني والمناصرين في السودان، وهي نفس الإجراءات الأمنية المتخذة لصالح الفريق المصري، وبخصوص التعزيزات التي ستتخذها وزارة الداخلية السودانية بعد الأحداث الأخيرة المسجلة بمصر على خلفية الاعتداءات التي تعرض لها وفد "الخضر" والأنصار أكد السيد خالد محمد علي أن الحكومة السودانية تابعت الأحداث وأخذت كل الاحتياطات سلفا من خلال توفير حزام امني مشدد منذ وصول الفريقين إلى المطار وخلال كل تنقلاتهم من الفندق إلى الملعب، وبالنسبة للمناصرين فقد تم توفير كل الضمانات لهم سواء في الاستقبال أو الإيواء. ونحن بالسفارة تقربنا من احد أصحاب وكالات السفر الذي تنقل هو الآخر لينسق العمل مع المسؤولين بغرض تنظيم رحلات مباشرة عن طريق تأجير الطائرات، وفي السياق أشار المتحدث إلى أن النقل الجوى بين الجزائر والسودان غير منتظم حيث يضطر المسافر إلى النزول بالقاهرة قبل امتطاء طائرة ثانية نحو السودان وهو الإجراء الذي رفضه المناصرون الذين طالبوا بتوفير وسائل نقل مباشرة. وبخصوص مرافق الإيواء، أشار المسؤول إلى تخصيص عدد كبير من الفنادق ومراكز الإيواء لصالح أنصار الفريقين وذلك بعد اختيار السودان كدولة محايدة لإجراء المقابلة في حالة التعادل، وهي المباراة التي يقول عنها السفير فرصة لتعريف أبناء الجزائر بكرم وحسن ضيافة السودان البلد الشقيق.
لبنى صاحبة العامين أصغر مناصرة تتوجه للخرطوم ويعد الشاب الجامعي عمرو وسام أول مناصر جزائري تحصل على تأشيرته بدخول السودان وبليلي لبنى صاحبة العامين اصغر مناصرة تنقلت مع أحد أقاربها إلى السفارة التي شهدت أمس تعزيزات أمنية مشددة لتنظيم عملية توافد المناصرين الذين رغم بعد مقر السفارة وجهلهم لموقعها بالضبط إلا أنهم دخلوا في رحلة البحث عنها منذ بزوغ الفجر، فهناك من اجّر سيارة كلوندستان، وهناك من فضل التنقل إلى بلدية حيدرة والاستفسار عن عنوان السفارة لدى أعوان الشرطة الذين قدموا من جهتهم كل التسهيلات للوافدين من كل ولايات الوطن، ويقول المناصر عمرو انه تعذر عليه التنقل إلى مصر لكن هذه المرة لن يفوت الفرصة وهو الذي ضرب موعدا مع كل إخوته خارج الوطن للالتقاء بملعب السودان لمناصرة "الخضر". الأجواء قرب سفارة السودان لم تختلف عن تلك التي شهدتها كامل شوارع العاصمة، حيث كانت الرايات الوطنية تزين المكان في الوقت الذي فضل الشباب ارتداء البدلات الرياضية التي تحمل ألوان العلم الجزائري مطلقين العنان لحناجرهم التي جادت بالأغاني الرياضية والأهازيج المشجعة للفريق الوطني في حين كانت السيارات المارة قرب السفارة تطلق العنان للأبواق تعبيرا عن مناصرة الفريق الوطني.