قائد شرطة الخرطوم نفت السلطات السودانية رسميا، في ساعة متأخرة من نهار أول أمس، ما تداولته وسائل الإعلام المصرية من وجود أي أعمال تخريبية بالسودان واعتداءات و"مجازر" على المصريين بسبب المباراة، وذلك على لسان الفريق محمد عبد المجيد الطيب مساعد المدير العام للتوجيه والخدمات والناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، والذي أوضح أن مصالحه أحصت 9 بلاغات خالية تماما من القتل أو الأذى الجسيم طيلة الفترة التي تواجد فيها المناصرون على أرض السودان. * وقال ممثل الشرطة السودانية في ندوة صحفية عقدها أول أمس بالخرطوم إن المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر حظيت باهتمام بالغ على مستوى عال من رئيس الجمهورية الفريق عمر حسن البشير الذي وجه بتأمين هذا الحدث التاريخي مع مجموعة من الشخصيات الرسمية بالخرطوم، وقال إن "الخطة الأمنية التي تم وضعها للمباراة نالت حظها من النقاش المستفيض باجتماعات على مستويات مختلفة حتى تخرج بالصورة التي تعكس الوجه الايجابي للسودان حكومة وشعبا وأجهزة تنفيذية". * تسعة بلاغات خالية من القتل أو الأذى الجسيم * وقال الناطق باسم قوّات الشرطة السودانية خلال ذات الندوة "لم ترد إلينا أي بلاغات قتل أو أذى جسيم ووصل عدد البلاغات إلى تسعة فقط، وأنه لا يوجد أي مصابين بالمستشفيات، حيث لم تسجل أقسام الحوادث أي إصابات". كما أوضح أن "الفترة ما بين مباراة القاهرة والمباراة الفاصلة كانت ثلاثة أيام استنفرنا خلالها كافة الأجهزة الحكومية والأمنية والاتحاد العام للكرة لإنجاز المهمة بما يؤكد القدرات السودانية العالية في التنظيم والترتيب والتخطيط والتنفيذ والإشراف وشملت الخطة كافة الأجهزة النظامية، جهاز الأمن والمخابرات الوطنية والقوات المسلحة وقوات الشرطة بمختلف إداراتها". * وذكر الناطق باسم الشرطة السودانية أن الخطة الأمنية كانت مبرمجة قبل المباراة وبعدها وخلالها أيضا، وهو ما أشادت به مختلف وسائل الإعلام الحاضرة، مركّزا على أن كل الأجهزة قامت بأدوارها بتنسيق كامل وكفاءة عالية، حيث خرجت الجماهير من الملعب بسلام وفق ما هو مرسوم ومحدد دون أي احتكاكات بين الحشود الجماهيرية الكبيرة مما يؤكد نجاح تنفيذ الخطة. * * فشلنا في توفير الأمن "اتهام كاذب" * * وقال الناطق الرسمي باسم قوّات الشرطة السودانية "تفاجأنا في قناة النيل للرياضة عقب نهاية المباراة وفي تمام الساعة 12 مساء باتهامات تشير إلى فشل السلطات السودانية في تأمين المصريين عقب نهاية المباراة ووصفوا ذلك الفشل بعدم توفر الأمن"، كما قال "لقد فوجئنا بذلك لأننا كنا على اتصال بكل الأجهزة القنصلية المصرية ولم نتوان في تنفيذ أي طلب لهم"، وفنّد كذلك بالقول "سارت الخطة الأمنية بتنسيق كامل بين الجهات ذات الصلة"، ونفى أي تحيز للأجهزة الأمنية لوفد ضد آخر، في إشارة إلى التضليل الإعلامي المصري الذي اتهم السودان بالانحياز للجزائر. وأضاف: "كشفت الأيام الثلاثة عن القدرات العالية لإدارة الموقف من خلال تأمين كافة مرافق ولاية الخرطوم بعدد 15 ألف جندي". وكشف أن رئاسة الشرطة سوف تعقد لقاء مشتركا مع السفارة المصرية وستقوم بإرسال رسالة عبر وزارة الخارجية الى سفارة السودان بالقاهرة لتوضيح الوضع بصورة واضحة وكاملة وخاصة الموقف الأمني الواضح. وأفصح أن التأمين شمل مصالح الطرفين حيث لم يحدث أي تهديد أو تخريب أو عمل مُعاد. * * إجراءات السلامة بعد المباراة * * وفي السياق ذاته، قال اللواء أحمد عطا المنان مدير الإدارة العامة للجوازات أن التوجيه المباشر كان تبسيط الإجراءات للبعثتين المصرية والجزائرية، وذلك بتسهيل دخولهم في زمن وجيز جدا، حيث تم دخول الأشقاء بدون تأشيرات، وكان دخول المصريين من شمال المطار والجزائريين من جنوبه بصالة الحج والعمرة، وأشار إلى أن عدد المصريين الذين وصلوا إلى الخرطوم بلغ 3 آلاف و 626 شخص عبر 14 طائرة وعدد الجزائريين بلغ 9 آلاف و626 شخص عبر 48 طائرة. * * سفير الجزائر بالسودان يؤكد أن أغلبية المناصرين وصلوا إلى الجزائر * صرّح السفير الجزائري بالسودان محمد يرقي في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" أنه تم، إلى حد مساء أمس، ترحيل نحو 75 بالمئة من المناصرين الجزائريين إلى الجزائر ولم تبقَ إلا نسبة قليلة من الجزائريين سيتم ترحيلها في الساعات القليلة القادمة، معبّرا عن كامل ارتياحه للأجواء التنظيمية التي تكفّلت بها الأجهزة الأمنية السودانية والتي كانت حاجزا دون أي تجاوزات يمكن أن تسيء لأي طرف من أنصار البلدين. * وتقدّم السيد يرقي بالشكر الجزيل للسودان شعبا وحكومة على ما قدّمته من دعم ومساندة لإجراء هذه المقابلة الحاسمة في أجواء هادئة، وثمّن مجهودات الأجهزة الأمنية التي كانت فعلا في المستوى المطلوب وامتصّت كل محاولات التعبئة والتجاوزات الميدانية بتنظيم دخول وخروج مناصري الفريق بطريقة لا تسمح لهما بالاحتكاك. * ولم ينس الممثل الديبلوماسي الجزائري تهنئة الفريق الوطني بهذا الفوز المستحق وهذا الصعود المشرّف لتصفيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. * * القائم بالأعمال في السفارة السودانية بالجزائر محمد عبد العال: * نأسف لحملة الإعلام المصري على الجزائر والسودان وما فعلناه أملاه علينا واجب الأخوة * * شجب القائم بالأعمال في السفارة السودانية في الجزائر السيد محمد عبد العال الحملة المسعورة التي يشنها الإعلام المصري على الجزائر والسودان بعد فقد مصر لتأشيرتها للتأهل إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا. * وقال السيد عبد العال في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" إنه متأسف جدّا لمَ يقوم به الإعلام المصري من إساءة إلى شعبي البلدين الجزائر والسودان بعد مباراة الفوز للمنتخب الجزائري، حيث لم تتوقف الفضائيات المصرية عن الإساءة إلى الجزائر تحت ادّعاء تعرّض مناصريها إلى اعتداءات بالسودان عقب المباراة، واتخذت ذلك جسرا للعبور على الكرامة السودانية وإهانة شعبها ومؤسساتها الرسمية تحت طائلة أن السودان لم تحسن التحضير للمقابلة على المستوى الأمني وتركت الفرصة للأنصار الجزائريين للنّيل من أنصار الفريق المصر. * وذكر أن الإعلام المصري تعدى الحدود باستهجانه تنظيم المباريات بالسودان وتملّصه من هذا الاختيار الذي كان اختياره بادئ الأمر، ليتحامل على الجهاز الأمني ويعلّق عليه مسؤولية اعتداءات لم تحصها فرق الأمن السوداني ولم ترد إلا في القنوات المصرية. * ولم يفوّت القائم بالأعمال في سفارة السودان بالجزائر الفرصة لتهنئة الشعب الجزائري والمنتخب الوطني بهذا الفوز التاريخي للحضور في مباريات كأس العالم جوان القادم.