لقد حز في نفسي أن أراك مذعورا في حصة 90 دقيقة التي بثتها قناة المحور ونشطها الأستاذ معتز الدمرداش الذي احترمه كما كنت احترمك يوم كنت لاعبا في نادي الزمالك، الذي انا واحد من مشجعيه في الجزائر، وكنت أتمنى أن أتدخل في الحصة لكن لظروف قاهرة ارتأيت مخاطبتك على الورق، لأن الكتابة عندنا نحن الصحافيين الجزائريين الهواة، كما تجرأت أنت على قولها، تعتبر شيئا مقدسا، لأنها تدون في مجلدات ويشهد عليها التاريخ، بخلاف الكلام على الهواء الذي نادرا ما ينفذ الى القلوب، ولو ان سهامك كانت تصلنا وكنا نحرص وما زلنا نحرص على استقبالها، لانها على الاقل كشفت لنا عن شخصيتك الحقيقية التي كنت تتميز بها داخل القلعة البيضاء. إنني يا كابتن غندور اعرفك جيدا والاكيد انت لا تعرفني، فأنت نجم كرة ونجوم الكرة كالفنانين والممثلين هم اكثر شهرة في وطننا العربي على وجه الخصوص، أما أنا فأبقى مجرد صحفي هاو ابيع الحروف التي أخاطبك بها الآن، و قد لا نختلف سويا في حب وطنينا وفي الدفاع عنهما كل على طريقته، لكن الفرق بيني وبينك أنك قد تحولت من نجم كروي كبير الى مداح تدق طبول الحرب على شباب وطني وتسيء الى رموزه والى الشهداء الذين منهم والدي، وتقسم بالله العظيم على المباشر، بأنك لم تقصد الإساءة الى العلم الوطني الجزائري يوم تحدثت عن الاحمر الاهلاوي والابيض الزملكاوي و... و... أما انا فما زلت صحفيا ومنذ اكثر من ثلاثين سنة ثابتا على الكلمة الصادقة، متحررا من كل العقد التي يعاني منها الشباب الهاوي مثلك ممن تطفلوا على الصحافة، وامثالك بالمناسبة كثيرون عندنا في الجزائر. إنك يا كابتن غندور ومن خلال هذه الكلمة، أقصد كل الذين شتموا الجزائر من الفضائيات المصرية، ألم تحولوا هذه القنوات الى علب حتى لا أقول دكاكين، بل ألم تحولوها الى ملاه ليلية تستباح فيها الاعراض، لا لشيء سوى لأن المنافسة غير الشريفة بينكم هي التي دفعتكم إلى هذا . أتخافون فعلا يا كابتن على حياة المصريين المقيمين في الجزائر وانتم الذين تدفعون الجمهور الجزائري الذي تصفونه ليلا نهارا بالمتعصب والمشاغب ليكون اكثر تطرفا، أتخشون ان تلطخ سمعة مصر الكبيرة وانتم "بز" الامس، تدفعون " بز" الجهة الاخرى إلى سلوك نفس الموقف في حرب إعلامية غير شريفة، واظن انه يوم تدركون جميعا ان ما قمت به انت وكل من هم على شاكلتك هنا وهناك، لن يقبل لكم عذر، وسيكون سقوطكم حرا، بل ومخزيا، لأنكم ساهمتم في الاختناق الذي يعرفه الشارع هنا وهناك، وانت بالذات، أتبخل بوردة تقدم للاعب جزائري وتشترط وبدون حياء ان يكون مقابلها الاعتذار، الا تستحي من وجهك في المرآة عندما تشاهده، كلما سمعت ان مصريا ضرب في الجزائر او ان جزائريا ضُرب في القاهرة، قل لي بربك بماذا تحس وانت تستمع لصوت مواطن مصري يبكي او يصرخ على الهاتف من الجزائر؟ لقد كنت تبدو لي متأثرا وانا اتابع حصة 90 دققيقة، بل وتقسم بأغلظ الأيمان؟ لكن مظهرك الوسيم، وأصارحك القول، كان يبعث على التقزز، وبالمناسبة ان كل الذين اتصلوا من الجزائر بالحصة، كانوا يقصدونك شخصيا في تجريحهم، لأنك كنت تشكل المحور الحقيقى، ومن سوء حظك انك لا تفهم اللهجة الجزائرية، وهنا نعيب على لاعبنا الدولي صديقك، كمال قاسي السعيد، انه اخفق في تلقينك بعض ابجدياتها... ولك اقول يا كابتن، حبذا لو كنت تملك شجاعة احمد شوبير الاهلاوي وزرت الجزائر وخاطبت جمهورها من قناتك الفضائية، ويومها تتأكد بأن الجزائريين كلهم، كمال قاسي السعيد، فاطمة بن حوحو ولخضر بريش وبن حفري محفوظ وخديجة بن قنة و ماجر، كلهم أحفاد الأمير عبد القادر والمقراني وبن باديس وبن مهيدي و عميروش. ومعذرة على الإزعاج إن تجرأت انا الهاوي الذي عاش من مدرجات ملعب ناصر مباراة الجزائر في تصفيات الالعاب الاولمبية 84 وتابع مباراة شبيبة القبائل امام الزمالك في نفس الملعب وتعرض للضرب عند مدخل فندق النبيلة بالمهندسين وشتم في مباراة 89، عذرا لأنني وضعتك في الصورة بمثل هذه اللهجة التي لم تتعودها. وأذكرك بالمناسبة، ان لي ابنا تابع المباراة الاخيرة بالقاهرة ونقل لي نفس الصورة التي كنت قد عشتها شخصيا في معركة عبور مصر الى روما 89، فهل أصدقك انت وأكذب باكورة ما رزقني الله به؟