ما أجمل ان يتواصل مسلسل الطرائف في الفضائيات المصرية، فهو على الأقل يروح علينا من تعب النهار ويعفينا من الخروج إلى المقاهي أوالفضاءات الأخرى ، كما انه أعفانا من متابعة البرامج التقليدية الروتينية التي اعتدنا عليها في الأيام العادية. وبما ان الدنيا غير عادية هذه الأيام في أم الدنيا، فلا غرابة إذا تحولنا بدورنا الى أناس غير عاديين في الجزائر، طالما ان ما تعرضه علينا الفضائيات قد مكننا من معرفة طريقة تفكير الكبار وكيف يزعلون وكيف يسبون ويشتمون وكيف يتحولون إلى حمل وديع أوملائكة هاربة من الفردوس حتى لا أقول الجحيم أوكيف يسيرون عراة في الشوارع. ولعل من الطرائف التي سهرتنا وأضحكتنا أن قناة المحور ومن خلال حصة 90 دقيقة كانت خير من نفس علينا في سهرة أول أمس، وأظن ان الاستاذ معتز الدمرداش كان موفقا وعلى قدر كبير من الاحترافية، حين استضاف المذيعة المصرية التي خلعت ثيابها الحمراء بالخرطوم، لتسير شبه عارية حتى لا يعرف الجمهور الجزائري انها مصرية. نجمة "المحور" العارية المذيعة زميلة له وتعمل في المحور وتدعى ريهام سعيد، مناضلة في الحزب الحاكم في مصر، يعني تمارس السياسة، وتمارس التمثيل والسينما، وربما ذهبت إلى الخرطوم من باب التفكير في تصوير لقطات من النوع الذي نعرفه جميعا في الجزائر من خلال تفتحنا على متابعة ما يقوله ويمارسه غيرنا، انطلاقا من الحديث الذي يقول من تعلم لغة قوم أمن شرهم. ريهام أم لطفلين روت قصتها مع الجزائريين وتحدثت على "مذابح" الخرطوم إلى درجة ان معتز احتار وتساءل كيف تم ذلك، كيف لا يحتار وسجاح زمانها تقسم بأغلظ الايمان بأن المصريين تعرضوا إلى المذبحة التي هو يعرف جيدا انها وقعت فوق الميدان ولكن كرويا وتحت رحمة قدم عنتر يحيى. ريهام التي نجت بأعجوبة، كما ذكرت "انه أمام تصاعد العنف الجزائري وجدت نفسها وحيدة تجري في الشوارع المظلمة بالخرطوم وسط جزائريين غير عاديين يحملون السلاح من مختلف الأنواع ويجهزون على كل مصري صادفوه". لكن المحير والملفت كيف ان شبابا جزائريا طائشا ومتعصبا وقليل الحياء لم يتهجم على ممثلة شقراء جميلة تسير عريانة في شوارع مظلمة، هل فقد هذا الشباب الطائش فحولته يا ستي أم ترفع عن الكبائر؟ يبدو لي ان عدم تعرض ريهام للضرب والخدش في جسدها أوعلى الأقل في الأجزاء الظاهرة منه على شاشة المحور، يكفي لإدانة كل الذين أهانوا الجمهور الجزائري وقالوا بأنه طائش ومتوحش ومتغطرس، ولو كان هذا الجمهور على هذه الصورة من الوحشية لفعل ما يفعله قطاع الطريق ولمر على عذراء "المحور" الواحد بعد الآخر. القصة تصلح لفيلم بطله "الصوري" أوالبغلة ويبدو لي ان القصة تصلح لفيلم سينمائي، البطلة فيه لابد ان تكون ريهام سعيد أم البطل الشهم فقد اختاره شخصيا من الكواسر مادمت من أنصار الكواسر الذين اعتز بهم، لأنني تربيت في معقلهم الذي يعتبره الكاتب المصري مصطفى البقري أسوء حتة في الجزائر، ولا بأس إذا اخترت "الصوري" للبطولة أوالبغلة كذلك فهما الأشهر عندنا في أوساط أنصار اتحاد الحراش. لقد كانت ريهام صورة قبيحة يا ناس، ووجهها "صحيح" كما نقول عندنا كذبت على الجزائريين وبرأتهم من حيث لا تدري لأنها قليلة الحياء وجاهلة وأمية سياسيا وإعلاميا ولا ثقافة لها على الإطلاق حتى ولو تخرجت من أرقى الجامعات المصرية. فهي ركبت في مخابر الساسة الهواة وموظفة في قناة المحور، حيث تستعمل كدمية لتنشيط سهرات صاحب هذه العلبة، إنه بؤس السياسة والثقافة والسينما والإعلام ومع ذلك أشكر الأستاذ معتز الدمرداش المصري الأصيل الذي قدم لنا سهرة ممتعة ولم يبخل علينا ببعض الوجوه القبيحة، بدليل انه مكن المشاهد من كشف الحقيقة على المباشر في فترة وجيزة على امتداد 90 دقيقة. رأس الفتنة مصطفى عبده يحال على مجلس التأديب ومن جهة أخرى ذكرت تقارير صحفية ان قناة المحور الفضائية قررت إحالة اللاعب السابق مصطفى عبده على مجلس التأديب للتحقيق معه على خلفية ما بدر منه في حق الجزائريين في إحدى الحلقات التلفزيونية التي ينشطها كمحلل كروي والذي اعتبرته القناة تجاوزا غير مقبول في حق الشعب الجزائري الشقيق. ويبدو، إذا صح هذا الخبر، ان المشرفين على القناة هداهم الله، ربما يكونون قد دخلوا بيت الوضوء لغسل الدنس، حتى إذا لقوا وجه ربهم خف عنهم العذاب. عبده أورمسيس الأول أوفرعون زمانه وصف الجزائريين بأرذل الأوصاف إلى درجة أن رئيس مجلس إدارة قناة دريم قد انتفض من مكانه حين سمعه وقال أن مصطفى عبده تجاوز في حق الشعب الجزائري الشقيق، وان ليس كل الجزائريين مشاغبين وبالتالي لا يصح استعمال لغة الخشب والخدش. وفي كل الحالات نثمن بدورنا مثل هذه الالتفاتة التي تأتي في إطار تهدئة الشارع المصري الذي ضحك عليه رؤوس الفتنة في بعض الفضائيات وخاصة دريم التي نأمل ان تتغير لهجتها بقول الحقيقة للمصريين لقد انهزمنا كرويا وان ما حدث من تشنج كان نتاج إرهاصات إعلامية سببها من لم يقرأوا عاقبة ما فعلوا. شوبير يختفي ولو مؤقتا أما شوبير احمد الحارس السابق لنادي الأهلي الذي طالعنا على امتداد الليالي الفارطة وكنا نسهر معه حتى مطلع الفجر، فيبدو انه فضل النوم قبل صلاة فجره في قناة الحياة الحمراء، وتأكد له ان العودة إلى جادة الصواب خير من سب عرض الجزائريين الذين لبسوه البرنوس، ولو اننا نقول للذين لبسوه هذه العباءة الجزائرية التي لبسها الأمير عبدالقادر وبوعمامة وبن باديس، ما كان يجب ان تعطى لكل من هب ودب وما كان يجب ان توظف في العلاقات العامة فتمنح للذي يسوى وللذي لا يسوى. شوبير الذي قدمت له "المساء" هدية من نوع خاص وألبسته عباءة من لا يذكرن وبعد ان تعرى من كل ما هو جميل في وجهه وفي مسيرته كلاعب كبير كان يحظى باحترام الجزائريين، إختفى ولو لبرهة، لكن ما يجب التأكد منه ان هذا الحارس السابق في منتخب بلاده وناديه الأهلي، سينقلب مرة أخرى على أفكاره وسيعود للغة التهدئة، على أمل ان يعامل من قبل الجزائريين كبني آدم على الأقل. ومن باب النصيحة نقول له عد لتمثيل الشعب المصري في مجلس الشعب ودافع عن الغلبة منه، لعل ذلك يشفع لك ويغسل ذنوبك وتجريحك للجزائريين الشرفاء الذين يبقون شرفاء ولو تعصبوا. تلك هي أهم أوراق دنيا الطرائف في المسلسلات الجديدة للقنوات المصرية التي شرعت في نشر الغسيل محليا، من خلال تعرية بعض رؤوس الفتنة أومن خلال كشف بعض الحقائق في قالب سينمائي على غرار قصة العريانة ريهام سعيد التي قطعت شوارع الخرطوم عارية وسط ديكور رجالى من إنصار المنتخب الجزائري الذين لوحوا لها بإشارات النصر -كما قالت- فردت عليهم الإشارة بمثلها في مشهد ظنت ان الجزائريين لا يفرقون بين حرائر السودان الشريفات وعذروات المخابر الليلية المصرية.