بدأ العد التنازلي لحلول عيد الفطر المبارك الذي لا يفصلنا عنه الا أيام معدودة ليرافقه تزايد في الاسعار، حيث بدأ المواطنون يستعدون لمرحلة قصوى لمواجهة مشكل أصبح لصيقا بالفرد في زمننا هذا وهو مشكل ارتفاع الاسعار الذي طال هذه المرة محلات الملابس بعدما كان هاجسا حقيقيا في اسواق الخضر والفواكه بالرغم من الاجراءات الاستعجالية التي اتخذتها الحكومة ويبقى المواطن اليوم يتخبط بين مصاريف الأيام الاخيرة لشهر رمضان واقتنائه لملابس العيد التي تشهد هي الأخرى ارتفاعا في الاسعار. وقصد التطلع عن كثب على التحضيرات ليوم عيد الفطر قامت »الشعب« بجولة استطلاعية قادتنا الى العديد من محلات بيع الملابس وذلك بمختلف الشوارع الرئيسية بالعاصمة بداية من سوق علي ملاح الى مارشي 12 مرورا بشارع ميسوني ومحلات ساحة الشهداء والابيار وغيرها من اسواق الملابس التي أبدت استعدادا كبيرا بهذه المناسبة، حيث اكتست محلاتها بحلة جديدة، لتشهد بذلك حركة المرور بطرقات العاصمة ليلا ازدحاما كبيرا حيث تقضي العائلات الجزائرية السهرات الأخيرة من شهر رمضان في التسوق. كما تحولت من جهة أخرى الشوارع الى اسواق شعبية، حيث إمتلأت الأرصفة بطاولات الباعة من الشباب المزودة بمصابيح لتجعلك تتخيل كأنك في وضح النهار، فميسوني وساحة الشهداء ومحلات الابيار تعد أهم الاقطاب التي تقصدها العائلات الجزائرية فعدد الطاولات التي لا يمكن احصاؤها تمثل اختيار أكثر العائلات. كما ترضي ملابس الاطفال التي تزين معظم الطاولات كل الاذواق وبأسعار معقولة وما يبعث البهجة في تلك الاسواق ايضا هي طاولات الالعاب المزينة بأشكال وألوان مختلفة، فضلا عن أن العائلات الجزائرية تقصد هذه الاسواق لاقتناء لوازم العيد من جهة، الا أنها تجد من جهة أخرى، ضالتها في الترفيه، ضف الى أن الاسعار في هذه الاسواق في متناول الجميع على عكس المحلات التي غالبا ما تكون الاسعار التي تعرضها باهضة خاصة وأن العائلات ذات المستوى المعيشي المتوسط يكون هدفها عادة هو ارضاء رغبات الاطفال مع الحفاظ على ميزانية العائلات. ربات البيوت أيضا لهن نصيب من السوق، فالبحث عن قوالب الحلوى ومواد تزيينها هو ما يشغلها ايضا في مثل هذه المناسبة. من جهة أخرى، تقربنا من بعض الزبائن على اختلاف قدراتهم الشرائية للاستفسار عن الاسعار، حيث تباينت الاجابات بين من يرى الاسعار لمن اختار مثيلتها المستوردة من جانب آخر ابدى بعض ارباب العائلات تذمرهم مما يفعله التجار بهم في مثل هذه المناسبات التي جعلوها أيام استغلال واقتناص والذين يرجعون من جهتهم سبب الغلاء باعتبارها منتوجات مستوردة. أما الحديث عن نوعية السلع فنجد السلع المنتجة محليا هي التي يكثر عليها الطلب، بالاضافة الى السلع الصينية و السورية على عكس السلع الاروربية التي تتميز بغلاء اثمانها الأمر الذي يفسر رواج السلع المحلية في السنوات الأخيرة خاصة مع تحسن انتاجها لمحاولتها منافسة المنتوج الأجنبي. وعن اسعارها ارتأينا أخذ بعض العينات، حيث نجد أن بدلات من نوعية الجينز المخصصة للذكور يتراوح سعرها بين 2900 و 4500 دج أما الأقمصة فيقدر سعرها ب 900 الى 250 دج. وعن الملابس المخصصة للفتيات هي الأخرى لم تسلم عن تقليدها للموضة بكل أنواعها وعلى اختلاف أنواعها، فالفساتين يتراوح سعرها بين 800 و 2000 دج فيما يتراوح سعر الأحذية حسب السن ما بين 500 و 2000 دج. ومحلات الملابس المستعملة أو ما يعرف بالشيفون الذي يعتبر ملاذا للعديد من العائلات ذات الدخل الضعيف هي الأخرى كانت مكتظة بالزبائن في الفترة الليلية. وتجدر الاشارة الى أن بعض اصحاب المحلات عمدوا الى دفع أسعار منتوجاتهم وعيا منهم بأن المواطن يكون محاصرا ولن يملك الخيار سوى ارضاء ابنائه في يوم العيد وبهذا تبقى اجواء العاصمة مع اقتراب موعد عيد الفطر المبارك، حيث تحولت ليالي الشوارع العاصمية الى نهار فيصبح التبضع متعة ليلية. ------------------------------------------------------------------------