قصد تبادل الخبرات في مجال الثقافة الإسلامية ولاسيما الاستفادة من تجربة الجزائر في مجال تكوين الأئمة ومجال المصالحة الوطنية، وقعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس بإقامة الميثاق (الجزائر العاصمة) مذكرة تفاهم مع مجلس الشورى لمفتي فيدرالية روسيا. وتنص هذه المذكرة التي وقعها عن الجانب الجزائري مدير الديوان لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف السيد زواي محمود وعن الجانب الروسي رئيس مجلس الشورى لمفتي فيدرالية روسيا السيد راوي عين الدين، على تبادل الخبرات في مختلف مجالات الثقافة الإسلامية والاستفادة من تجربة الجزائر في تعليم القرآن الكريم وكذا في تكوين الخطباء والأئمة. واعتبر رئيس مجلس الشورى لمفتي فيدرالية روسيا السيد راوي عين الدين في كلمة له عقب توقيع مذكرة التفاهم هذا اليوم، "يوما تاريخيا بالنسبة لفيدرالية روسيا" لأنه - كما قال- "يفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الجزائروروسيا". كما أكد السيد الراوي ان هذه المذكرة تفتح أمام الشعبين "مجالات واسعة وجديدة" للتعاون في مجالات التعليم الديني والدعوة الاسلامية والأبحاث العلمية، لافتا أنه من خلال هذا التعاون "سيقوى الحوار بين الحضارات والثقافات وكذا حب المسلمين لأوطانهم". وثمن السيد راوي الخطوات التي قطعتها الجزائر من خلال ميثاق المصالحة الوطنية الذي "استطاع ان يحل الكثير من المشاكل التي تكبّدتها الجزائر"، معلنا ان فيدرالية روسيا تسعى للاستفادة من هذه التجربة "الناجحة" التي حقنت الدماء الجزائرية. ومن جهته، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، ان توقيع هذه المذكرة يعتبر "تأسيسا" للقاءات سوف تأتي مستقبلا في مجال التعاون بين الجزائر وفيدرالية روسيا في مختلف المجالات ولاسيما ما يتعلق منها بالثقافة الإسلامية. إن هذا التعاون "يهدف اساسا - يضيف الوزير - إلى ربط عرى الأخوة وأواصر المحبة مع شعوب فيدرالية روسيا الذين يتطلعون للاستفادة من تجارب الجزائريين في تكوين الأئمة والخطباء لاسيما من تجربة المصالحة الوطنية الناجحة بالجزائر ونقلها إلى الجمهوريات الإسلامية بروسيا التي تحتاج إلى توحيد".