انطلقت أمس بمدينة برشلونة الاسبانية فعاليات الندوة 35 للتنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي بمشاركة قياسية لممثلين من 35 دولة من القارات الخمس رغم الضغوطات الكبيرة التي مارسها اللوبي المغربي الحاضر بقوة في المقاطعة الكتالانية لإفشال عقد هذا التجمع التضامني. وحضر هذه الندوة حوالي 600 مشارك قدموا للتعبير عن مساندتهم المطلقة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والتنديد بالانتهاكات الخطيرة والمستمرة للنظام المغربي بتواطؤ مفضوح من دول أوروبية. وعرفت الندوة التي اتخذت بعدا دوليا هذه المرة بعد أن كانت تقتصر على المشاركة الأوروبية فقط في طبعتها ال35 حضور ممثلين عن دول من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وقد جاء توقيت عقدها في سياق تمادي نظام المخزن في قمعه المستبد وخاصة ضد الحقوقيين الصحراويين الذين يقبع 40 منهم في مختلف السجون المغربية بالإضافة إلى الحقوقيين السبعة الذين زج بهم في السجون العسكرية المغربية دون نسيان وضعية الحقوقية اميناتو حيدر التي تواصل إضرابها عن الطعام احتجاجا على نفيها غير المشروع إلى جزيرة لنزروتى بتواطؤ من الحكومة الاسبانية التي انساقت وراء موقف النظام المغربي في تعارض مفضوح مع ما تدعيه من حياد وديمقراطية تجاه القضية الصحراوية التي تعتبر هي بالذات المتسبب فيها. كما ندد غالبية المشاركين في الندوة بتزامن إبداء جبهة البوليزاريو لنواياها الحسنة في مواصلة المفاوضات مع المغرب من اجل إيجاد حل عادل ومنصف قائم على أسس الشرعية الدولية يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بالخطاب الاستفزازي للملك المغربي محمد السادس والذي اعتبره الكثير منهم بأنه تماديا من طرف النظام المغربي في تعنته ومواصلته لسياسة الهروب إلى الأمام للحيلولة دون الوصول إلى تسوية عادلة لقضية تصفية استعمار دامت 35 عاما من خلال محاولته فرض سياسة الأمر الواقع التي يحملها طرحه الوهمي لحل القضية. وشهدت ندوة التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي تنظم كل سنة في مدينة من مدن العالم لأول مرة في تاريخ مسيرة التضامن الدولي المستمر مع الشعب الصحراوي حضورا بهذا الحجم الكبير رغم مساعي الضغط التي حاول اللوبي المغربي المتواجد بكثرة في مدينة برشلونة ممارستها بهدف إفشال انعقادها بالضغط تارة على السلطات المحلية، وبافتعال دعوة استفزازية لمسؤول محلي عن المنطقة لزيارة المغرب في محاولة للتغطية عن الحدث تارة أخرى. وهي الحقائق التي أكدت عليها السيدة نورية سلامي رئيسة الجمعية الكتالانية للصداقة مع الشعب الصحراوي، والتي تحدت رفقة العديد من أصحاب النوايا الحسنة بكتالونيا عن تلك الضغوطات وعملت على كسب الدعم الكبير ورصد الموارد الكافية لعقد هذه الندوة بمدينة برشلونة. وأشارت الناشطة الحقوقية في ندوة صحفية عقدتها رفقة ناشطين حقوقيين اوروبيين آخرين على هامش الندوة إلى أن اللوبي المغربي ببرشلونة يسعى في كل مرة تكون هناك مبادرة لمساندة الشعب الصحراوي إلى مواجهتها بكل الوسائل لإفشالها موضحة بأن الندوة ال35 تعد فرصة لتجديد برنامج عمل مشترك يمكن من خلاله كسب المزيد من الدعم الأوروبي والدولي لتمكين الشعب الصحراوي في العيش قي ظل الحرية والاستقلال. وندد كارميلو راميريز رئيس الفيدرالية الاسبانية لمساندة الشعب الصحراوي من جهته بصمت المجموعة الدولية وخاصة فرنسا وإسبانيا اللتان سمحتا للنظام المغربي بالتمادي في سياسة القمع والاعتقالات وممارسة مختلف انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، مشددا التأكيد على أن حل القضية الصحراوية لا يمكن ان يخرج عن نطاق الشرعية الدولية وتقرير المصير. وذكر بيار غالون رئيس التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي بتنامي العمل التضامني مع الشعب الصحراوي وكسبه لمزيد من التأييد من قبل دول أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وآسيا والتي جاءت كلها للتعبير عن دعمها لمبدإ تصفية الاستعمار وإنهاء نزاع طال أمده في آخر مستعمرة افريقية وكذا لمساندة حق الشعب الصحراوي في الكفاح من أجل تقرير مصيره. وأعرب غالون بالمناسبة عن تفاؤله بالنتائج التي ستخرج بها الندوة والتي ستبعث على حد تأكيده رسالة أمل إلى العالم اجمع، وستجلب للقضية التفافا وتأييدا أكبر، مشيرا إلى ان تواصل العمل التضامني الواسع يضمن ويحفظ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، كما يضمن له السيادة الكاملة على أراضيه وثرواته التي تنهب بتواطؤ أوروبي مفضوح. وعرض السيد غالون في افتتاح أشغال الندوة مساء أمس حصيلة نشاط التنسيقية منذ الدورة الماضية، فيما تطرق السيد محمد سيداتي الوزير الصحراوي المنتدب بالبرلمان الأوروبي إلى الظروف القاسية والانزلاقات الخطيرة التي تنعقد فيها الندوة التي قال إنها ستطلق صرخة للمجموعة للدولية تدعوها للخروج من صمتها والوقوف في وجه القمع الممارس من قبل النظام المغربي وانتهاكاته الصارخة للمواثيق والمعاهدات الدولية ولمبادئ حقوق الإنسان، وتحميله مسؤولية المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الصحراوي في أراضيه المحتلة. للاشارة فإن الدورة ال35 للتنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي تهدف إلى فتح فضاء للتفكير والتنسيق والتخطيط للنشاط التضامني، لاسيما من أجل توحيد الضغوط السياسية والاجتماعية في إطار أفواج العمل المنصبة في إطارها، وكذا اعتماد الفضاء كمنبر واسع لأكبر حركة تضامن دولية مع القضية الصحراوية والمطالبة مرة أخرى بالحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير مصيره في واجهة الأحداث الدولية المطروحة والأجندة السياسية للمجتمع الدولي. وتهدف هذه الندوة إلى تحسيس الشعب الكتالاني والدولة الاسبانية بالأسباب الحقيقية للنزاع وعواقبه على الشعب الصحراوي الذي يعاني منذ 1975 انتهاكات مستمرة في حقوق الانسان والتهجير إلى مخيمات اللاجئين بتندوف، على اعتبار أن مدينة برشلونة التي تحتضن الحدث من 20 إلى 22 نوفمبر الجاري، ستتحول إلى مرجع للتضامن الدولي وذلك بحضور مئات الشخصيات والجمعيات الاجتماعية والهيئات والمنظمات غير الحكومية من القارات الخمس، لتنسيق وتوحيد التجارب والمبادرات باتجاه حقوق الشعب الصحراوي غير القابلة للتنازل . مبعوث "المساء" إلى برشلونة: محمد بوسلان