أشاد المشاركون في الندوة ال 35 للتنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي بدور الجزائر البارز والثابت ووقوفها إلى جانب الشعب الصحراوي في معاناته ضد الاحتلال، منذ بداية القضية، مؤكدين على ضرورة دعم كل المبادرات الهادفة إلى مساندة الصحراويين لتمكينهم من تقرير مصيرهم على غرار المقترح الفنزويلي الداعي الى تنظيم ندوة أمريكا اللاتينية للتضامن مع الشعب الصحراوي والتي تبنتها البرازيل مرحبة باحتضان فعالياتها مطلع السنة القادمة. فبقدر ما كانت كل المداخلات التي ميزت النقاش العام للندوة بقاعة "المؤتمرات لاتفاقية برشلونة"، مؤثرة وصب جلها باتجاه تقوية الدعم والتأييد لعدالة القضية الصحراوية، برزت مداخلة ممثل حزب العمال البرازيلي التي لقيت ارتياحا كبيرا وترحابا واسعا من قبل المشاركين، بعد أن أكد هذا الأخير دعم الرئيس البرازيلي اغناسيو لولا داسيلفا للقضية الصحراوية ووقوفه إلى جانب الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل تقرير مصيره. ويعد مثل هذا الموقف مكسبا عظيما للقضية الصحراوية بالنظر إلى الثقل الدبلوماسي الذي يمثله هذا البلد الكبير في امريكا اللاتينية، وخاصة بعد المحاولات الفاشلة لاستمالته من طرف النظام المغربي الذي سعى خلال زيارة الملك محمد السادس إلى البرازيل في 2007 إلى الايهام أنه كسب دعم برازيليا لنظامه المستعمر وطرحه الوهمي لحل النزاع. ولم يتوقف البرلماني البرازيلي في مداخلته أمام أكثر من 600 مشارك في الندوة عند تأكيد تضامن الشعب البرازيلي وحكومته مع الشعب الصحراوي، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تبنى اقتراح ممثل فنزويلا بتنظيم ندوة لاتينو أمريكية للتضامن مع الصحراويين بداية العام القادم معلنا استعداد البرازيل لاحتضان هذا الحدث الدولي البارز. وأجمعت تدخلات ممثلي البلدان ال33 المشاركة في هذه الندوة على ضرورة مواصلة العمل التضامني والسياسي من أجل نصرة القضية الصحراوية وأكدوا بأن هذه الأخيرة هي قضية تصفية استعمار، مستنكرين لا شرعية التواجد المغربي في الأراضي الصحراوية ونهبه لثروات الشعب الصحراوي بتواطؤ مع دول أوروبية دون أدنى حق شرعي أو قانوني. وأعرب السيد بيار غالان رئيس التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي عن ارتياحه للحصيلة الإيجابية التي ميزت العمل التضامني الواسع الذي أعقب الندوة الاخيرة بفالانسيا، مستدلا بتزايد وثراء برنامج التظاهرات الفنية والرياضية والثقافية التي انتظمت بالأراضي الصحراوية المحررة، وكذا الاهتمام الكبير الذي حظيت به القضية الصحراوية في المنتدى العالمي الاجتماعي بالبرازيل في 2008، علاوة على الصدى الكبير الذي صارت تتمتع به القضية الصحراوية داخل البرلمان الأوروبي ببروكسل بفضل الضغوطات التي فرضها نشطاء حقوق الإنسان داخل هذه الهيئة. وتكملة لهذه المبادرات الهامة التزم رئيس الفيدرالية الإسبانية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد كرميلو راميريز ببذل كل الجهود من اجل حمل اسبانيا التي ستؤول اليها رئاسة الاتحاد الأوروبي شهر جانفي القادم، إلى التحلي بمسؤولية إزاء القضية وتبني موقف ايجابي واضح تجاه حق الصحراويين في تقرير مصيرهم وفق ما تمليه مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية. كما أكد الناشط الاسباني على ضرورة الضغط على الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي من اجل دفعها إلى إلغاء اتفاق التعاون في مجال الصيد البحري الذي يربط الاتحاد الأوروبي بالمغرب وما ترتب عنه من نهب للخيرات البحرية التي تعد ملكا شرعيا للشعب الصحراوي. وجدد الوفد الجزائري المشارك في الندوة على لسان السيد الطيب زيتوني ممثل اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، دعم الجزائر حكومة وشعبا للقضية الصحراوية وثبات موقفها إزاء حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء شرعي وحر وعادل ترعاه الأممالمتحدة. وأكد نائب فنزويلي من جهته بأن الرئيس هوغو شافيز سيجعل من القضية الصحراوية محورا أساسيا في دبلوماسية بلاده وأن كاراكاس ستبقى صوت البوليزاريو العالي على مستوى قارة أمريكا اللاتينية بشكل خاص..