كل شيء في مصر الشقيقة أصبح »بيعيط« و»بعياط عالي« ليس بصوت الممثل القدير عادل إمام لأن السبب لم يكن مسمارا في تابوت الميت وإنما كان هدفا في شباك الحضري. نحن في الجزائر لا نذكر الأشقاء في مصر إلا بالخير ولوجاء فريقهم مرة أخرى إلى الجزائر لاستقبلناه بالورد والتمر، وليس بالزيت والجمر. ونظرا لهذا المصاب الجلل الذي أصاب شلة البهوية وأفقدها عقلها وأدخلها مصحة البكاء والعياط نرفع لها أخلص تعازينا خصوصا للزملاء الإعلاميين الذين شهدنا دموعهم وسمعنا عياطهم المتواصل ونسأل اللّه لهم الصبر والسلوان وأن يعوضهم بالفريق الضائع فريقا أحسن منه لموعد المونديال 2014. ونظرا للتقاليد التي يتمسك بها المنتخب المصري وشلة البهوية في تقبل العزاء وأصالة عن أنفسنا كإعلاميين نقدر الأزمة النفسية العصيبة التي تعصب لأجلها الرأس المصري بعصابة مثل "الستات في الجنائز" اللواتي تنتفخ عيونهن من البكاء فيعتصبن رؤوسهن بسبب كثرة النواح والبكاء. نذكر الإعلام المصري بخير لأنه افتقد صوابه ومستواه الإعلامي والثقافي ونظرا لأن صراخه وراء الجنازة التي ما فتئت القنوات الفضائية تنقله على المباشر بحضور شخصيات كبيرة في التشييع والتوديع سواء عن طريق الهاتف أوعن طريق "الحقونا". ولأنني لا أحسن العربية ولا أكتب بها فإن التعازي الحارة التي أرفعها لا تخص أسرة الإعلام المصري فقط، بل كذلك الفنانات المحترمات من صنف "فتاحة" و"ديما". أما الفنان الباكي إيهاب تفويق فأقول له "معليهش ياولدي تكبر وتنساها" على حسب رأي المثل الجزائري لا المصري، وانظر المثل بالفرنسية الفصيحة لأننا قوم لانفقه من العربية إلا القرآن الكريم ومن اللغة إلا حفظ ألفية ابن مالك، وابن هشام والمقدمة الصنهاجية لابن آجروم الذي هو صنهاجي. إن "المندبة والمنوحة المصرية كبيرة والميت فأر" على قول المثل الجزائري. وفي الأخير أعتذر للإعلام المصري أنني لا أكتب العزاء بالعربية ولاحتى الرثاء وإلا رثيث فقيدكم بعد هذا الصريخ. نحن نترفع عن البكاء ولانعتمده في أدبيات مصائبنا ومحننا، بل نكون دائما في تلك الصورة التي كان يظهر بها الأمير الحمداني ابو فراس رحمه اللّه في قوله "ان دمعي في الحوادث غالي" لأننا قوم "لايظهر العجز فينا أبدا، ولو رأينا المنايا في أمانينا" أو كما قال أبو فراس "لنا الصدر دون العالمين او القبر" والحمد للّه كانت لنا الصدارة والمهارة والجدارة بتمثيل الأمة العربية أحسن تمثيل لا بهز البطون ولكن بمنتخب فيه فارس اسمه عنتر ذلك الفحل العربي الذي قال: "أنا في الحرب العواني ** غير مجهول المكاني. أينما نادى المنادي ** في دجى النقع يراني« الميت مات وانفض مجلس المأتم فلماذا "العياط" والنواح لكن "معليش" عد مناقب الميت لأن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال: "أذكروا أمواتكم بخير، نسأل اللّه لكم الصبر والسلوان ولعصابتكم دوام الأحزان، إنا للّه وإنا إليه راجعون.