هل حدث أن وضعك ابنك الصغير في موقف محرج واحترت في التصرف الأمثل معه؟ هل تجدين حلولاً مرضية لكل مشاكلك مع صغيرك؟ هل تشعرين أحيانا بأنك عاجزة على تربيته بالطريقة التي كنت تنشدينها؟ هل انتابتك حالة من الإحباط والغضب لإصرار طفلك على الحصول على ما يريد؟ إليك بعض التجارب الناجحة لآباء وأمهات مبدعين قد تنير لك الطريق. يجمع الكثيرون على أن تربية الأبناء مهمة صعبة للغاية وتحتاج إلى صبر ونفس طويل، ولكن هناك إجماع عندنا على أن نصائح الجدة مهمة للغاية في مثل هذه المواقف تماما مثل تجارب الآخرين، وهو ما تعمد إليه فعلا (س.ص): أم لطفلين تكشف أنها تتفهم ما يدور في رأس الأولاد، بل تتحدث لزوجها بضرورة أخذ كلام الأطفال على محمل الجد حتى يدرك الطفل أنه محط احترام من أسرته، ولا يحاول التمرد عليها في أي مرحلة من مراحل حياته، فكان أن انصاع زوجها لرأيها ذات مرة فخرج بالطفل إلى أطراف المدينة ليريه كيف تُقاد السيارة، وأمضيا معا أوقاتا مليئة بالحماس والسرور والطفل خلف المقود، ثم أقسم الطفل أنه لن يحاول أبدا سياقة أية سيارة إلا مع والده لتأثره البالغ بتلك اللحظات التي أمضياها معا. أثارت غيرته.. فأحب أخاه!! بعد ولادة طفلها الأخير توقعت الأم (س) غيرة أبنائها، فلم لم تجد حيلة إلا بمراقبة سلوكهم ونفسيتهم، تحكي تجربتها اللطيفة فتقول "لما عدت من المستشفى حاملة ابني الصغير معي لم تكف ابنتي ذات السنوات الست عن السؤال حول أخيها (متى سيستيقظ؟ هل بإمكاني أن أحمله؟ دعيني فقط أقبله) وأمثال هذا الكلام، بينما لم يعره ابني وهو في منتصف عامه الرابع أي اهتمام، فكان يمشي بقرب أخيه دون أن يلتفت إليه أو يحاول الاقتراب منه، صبرت على عدم اكتراثه أسبوعًا بأكمله ثم بدا لي أن أثير اهتمامه، ولكوني أمًّا أعرف أن الأطفال عادة يتعلقون بممتلكاتهم عندما تقع في يد غيرهم، لذا تحاملت على نفسي وذهبت معه للمدرسة، وعندما رأى رفاقه المولود الصغير تجمعوا حوله وراقب ابني المشهد من بعيد وعندما بدأوا بتقبيل يد أخيه الصغير جرى نحوهم وصار يهتف: إنه أخي.. أخي.. أنا.. أمي أحضرته لنا من المستشفى!. وبمجرد عودتنا للبيت بدأت علاقته بأخيه تنمو وبدأ ارتباطه به يزداد شيئا فشيئا". من المطعم المفضل!! بحكم كونها طبيبة كانت (م. ع) تدرك تماما أثر الوجبات السريعة المشبعة بالدهون على صحة أطفالها الصغار، فأتتها فكرة طريفة صارت تنفذها من حين لآخر، حيث كانت تذهب لمحلات الوجبات السريعة وتشتري منهم علبهم وصناديقهم فارغة ثم تعود إلى البيت قبيل وصول أولادها من المدرسة، وتملؤها بقطع الدجاج والبطاطس لتبدو تمامًا كأنها جاءت للتو من المطعم الذي يفضله أولادها، وعللت ذلك قائلة: حينذاك كان أولادي صغارا ومنعهم التام من الحصول عما يريدون سيجعلهم يصرون على هذا النوع من الطعام، لأن كل ممنوع مرغوب، وبعدما كبروا صرت أشرح لهم طبيًّا أثر الإكثار من تناول مثل هذه المأكولات، وصرت آخذهم لما نستحسنه من المطاعم التي تأخذ في الاعتبار المعايير الغذائية الجيدة للصحة. "البيجاما" تريد أن تستحم!! وتقص علينا (ن.ن) حادثة رأت فيها ذكاء الأم، إذ تقول "كنت في زيارة إحدى صديقاتي وكان لديها طفل في الثالثة من العمر، وكثيرا ما يتعلق أبناء هذه السن بأشياء حولهم كالدمية والدب أو غطاء السرير الصغير، فيصرون على إمضاء كل الوقت بما يحملون، ولقد جاء تعلق ابن صديقتي بالبيجاما الجديدة التي أحضرتها له، وكان يبكي عندما نطلب منه تبديلها، أُعجبت بصديقتي عندما جثت على ركبتيها أمامه قائلة له: حبيبي لقد طلعت الشمس وصاح الديك وهذه البيجاما بدأت تصيح وتقول: أريد أن أستحم! أريد أن أستحم! فنظر إليها مندهشا، ولكنها تابعت: ما رأيك أن نأخذها إلى الحمام ونجعلها تستحم معنا؟ وعندما وافق الصغير واستجاب لأمه راحت تشرح له أن مكان (استحمام) البيجاما هو الغسالة وليس حوض الاستحمام، وأنها تحب أن تصاحب الصابون في حمامها الدافئ وليست مثلك أيها الصغير تحب أن تصطحب ألعابك للحمام! مرضاة الطفل قليلة وأخيرا.. أتذكر كلمة جدتي بعاميتها البسيطة وهي تردد على مسامع الأمهات (يا بنية مرضاة الجاهل قليلة)، وهي تقصد بذلك أن إرضاء الطفل يكون بأشياء بسيطة وسهلة على كل أم...