تشهد مراكز البريد المختلفة هذه الأيام إقبالا متزايدا للزبائن من مختلف الفئات، عيد الأضحى المبارك الذي سيحتفل به الجزائريون على غرار باقي شعوب الأمة الإسلامية بعد غد الجمعة، وقد اتخذ بريد الجزائر العديد من الاحتياطات لإرضاء الزبائن وتجنب الازدحام الذي كان يحدث في السنوات السابقة. فعلى العكس مما كان يحدث في الأعياد والمناسبات في السنوات الماضية حيث كانت هناك طوابير واكتظاظ خانق على مستوى مراكز البريد، فإن الشبابيك لم تشهد-كما لاحظنا في الجولة التي قمنا بها أمس -الازدحام المعهود حول الشبابيك رغم إقبال العديد من الزبائن لسحب أموالهم، حيث استفاد بريد الجزائر من التجارب السابقة التي كان الانتظار فيها يطول لساعات، فضلا عن المشاكل والاحتجاجات التي كانت تصل القائمين على هذا القطاع. وفي اتصال به أمس اعتبر المكلف بالإعلام على مستوى مؤسسة بريد الجزائر السيد نور الدين بوفنارة، الضغط الذي تشهده مراكز بريد الجزائر هذه الأيام عاديا تتراوح نسبته من خمسة إلى 10بالمئة، وذلك نتيجة تزامن موعد استلام منحة التقاعد مع عيد الأضحى المبارك والتي تتم في الفترة الممتدة من 18 الى26 من كل شهر فضلا عن رغبة العديد من الزبائن في سحب أموالهم التي يكونون أكثر حاجة إليها هذه الأيام. ومن بين مراكز البريد التي تشهد إقبالا متزايدا للزبائن، البريد المركزي الذي كان أمس يعج بالطلبة والمتقاعدين والموظفين من مختلف الأعمار، الذين اصطف عدد منهم أمام الشبابيك في انتظار تسلم أموالهم، بينما فضل عدد آخر منهم انتظار دورهم جالسين على المقاعد التي وضعت ببهو البريد، حيث كان أعوان الشبابيك منهمكين في التكفل بالطلبات التي تتزايد من وقت إلى آخر إلى غاية آخر يوم قبل عيد الأضحى. وفي هذا السياق، أكد القابض الرئيسي للبريد المركزي السيد بن يمينة الطيب ل "المساء" انه يتم صرف حوالي ألفي صك بريدي يوميا بمناسبة العيد، إضافة إلى طرق السحب الأخرى منها السحب عن طريق الحوالات البريدية، دفتر الاحتياط وبطاقة السحب الالكتروني، مشيرا إلى أن التجارب السابقة جعلت مؤسسة البريد تتحكم في الضغط من خلال تحضير كل الوسائل "خاصة الأموال التي لم يعد مشكل نقصها قائما، إذ يمول البريد المركزي مكاتب أخرى بالعاصمة من خلال فرق خاصة تقوم بالتوزيع بصفة مستمرة دون وقوع أي إشكال". من جهة أخرى تم -حسب المتحدث-تجنيد كل العمال وفتح شبابيك أخرى للتحكم في العملية، فضلا عن استعمال الموزع الآلي وتعبئته مرتين أو ثلاثة في اليوم لتمكين الزبائن من السحب عن طريق البطاقة الالكترونية، وهو ما يساهم كثيرا في السحب وعدم وجود الاحتجاجات التي كانت تحدث في السابق "نتيجة تفهم الزبائن ورضاهم"، فضلا عن التحضير الجيد والتنظيم وتوفير السيولة وتوفير الاحتياط من الصكوك البريدية والبرقيات وغيرها من المطبوعات التي توضع تحت تصرف زبائن بريد الجزائر بأعداد إضافية بمناسبة الأعياد. فالتحضير تم ماديا وبشريا يقول المتحدث الذي أشار إلى أن الوقت كاف لتمكين المواطنين من سحب أموالهم، نتيجة العمل المتواصل من قبل فريقين كل أيام الأسبوع من الثامنة صباحا إلى السابعة مساء ومن الثامنة إلى الخامسة مساء يوم الخميس أي آخر يوم قبل عيد الأضحى.