تلعب دور السينما دورا هاما في تربية النشء وتثقيفه، لكن عندما تخرج أهدافها عن إطار النقد البناء والمبادئ السوية، تٌنعكس النتائج تماما، وهو ما يحدث بالضبط في معظم دور السينما بالعاصمة، حيث يكثر عرض الأفلام المليئة بلقطات العنف والرذيلة، ليبقى السؤال المطروح من يعيد إلى السينما أهدافها النبيلة؟ كشف ترددنا على قاعات السينما بالعاصمة، أن الأفلام التي تحمل رسائل هادفة أصبحت تعد على أصابع اليد الواحدة، حيث أن معظم ما يعرض من أفلام لا يخرج عن إطار إثارة الغرائز الجنسية أو هدم العلاقات الاجتماعية، من خلال روايات تنقل المرء من عالم تقبل الآخر نحو الحقد ونبذ الحوار، والمشكلة المطروحة هنا هي أن معظم المترددين على دور السينما ينتمون إلى فئة الشباب التي ينتظر منها المجتمع الكثير من النضج والرزانة· وفي هذا السياق، أعرب لنا بعض المستجوبين العاملين بقاعات السينما، عن افتقار هذه الأخيرة الى الرقابة، حيث أن اختيار الأفلام المعروضة مرهون بترقب جديد بعض مشاهير الفن السابع من العالم الغربي، بغض النظر عن نوع أفلامهم وتأثيرها السلبي على سلوكات الجمهور المستقبل، في حين أشار البعض الآخر الى أنهم يعمدون الى حذف اللقطات غير اللائقة قبل عرض الأفلام استجابة للضمير الخلقي· ومن ناحية أخرى، اعترف لنا بعض المدمنين على دور السينما، عن تجاوبهم مع كل ما يصدر عن الممثلين المفضلين، خاصة وأنهم لا يجدون بديلا عن السينما التي تخلصهم من شبح الفراغ الناجم عن البطالة·لكن الملفت أيضا في دور السينما، هو توافد بعض المدمنين على المخدرات، فرغم أن التدخين ممنوع إلا أن بعض المشاهدين يتحايلون على عمال السينما بعد تحضير سيجارة خلسة، فيما يتوجه البعض الآخر نحو المراحيض، ومنه تصدر منهم سلوكات غير لائقة أقلها الشتم الذي تنجم عنه شجارات·