كشف مدير المصالح الفلاحية بوهران أن الدولة خصصت للقطاع الفلاحي منذ سنة 2001 إلى غاية نهاية السنة الجارية مالا يقل عن 450 مليار سنتيم لتجسيد 5712 مشروع مسجل في برنامج الصندوق الوطني للتنمية الريفية والفلاحية·
غير أنه من الناحية العملية والواقعية لم يتم صرف سوى 193 مليار سنتيم من خلال التحقيقات الميدانية التي قامت بها العديد من اللجان الولائية والوطنية التي عاينت مختلف المشاريع المسندة للفلاحين الذين كانت مهنتهم الأساسية متمثلة في زرع الأرض وفلاحتها، ومن ثم تحقيق أهم النتائج المرجوة من هذه السياسة الفلاحية المتمثلة في تحقيق النمو الوطني من خلال زيادة الإنتاج والتقليل من التبعية الغذائية نحو الخارج· مدير المصالح الفلاحية بوهران أكد أنه تم خلال السنوات الست الماضية رفع اليد عن 834 مشروع بسبب ممارسة أصحابها من الفلاحين للبزنسة، وقد تجلى ذلك في عدم تحقيق أي نتيجة من هذه المشاريع التي كلفت أموالا طائلة من جهة، ولجوء أصحابها المستفيدين من أشباه الفلاحين إلى تغيير وجهة الأموال المخصصة أصلا للقطاع الفلاحي إلى أغراض أخرى، ورغم أن مصالح الصندوق الوطني للدعم الفلاحي على مستوى الولاية أعطى فرصة ثانية لهؤلاء الفلاحين من خلال تخصيص 200 مليار آخر لهم قصد تسوية وضعياتهم وفلاحة الأرض، إلا أن شيئا من هذا لم يتحقق، وهو ما يؤكد فعلا عدم وجود أي علاقة بين فلاحة الأرض وخدمتها وهؤلاء من أشباه الفلاحين الذين تحايلوا في الكيفيات المختلفة للحصول على الأموال وعدم إنجاز أي بئر للسقي أو غرس أي شجرة مثمرة أو غير مثمرة، الأمر الذي فرض على رئيس مصلحة المنازعات بمديرية المصالح الفلاحية إلى إلغاء الاستفادات ومطالبة أصحابها بالتعويضات قبل اللجوء إلى العدالة لحسم القضية والفصل فيها· من جهة أخرى تم تسجيل تجسيد 3876 مشروع بصفة كاملة وبنسبة 100% وذلك بعدما استفاد أصحابها من غلاف مالي يقدر ب107 مليار سنتيم· أما البرنامج الحالي والخاص بمواصلة إنجاز وتجسيد 1002 مشروع فلاحي خصص له غلاف مالي قدره 17 مليار سنتيم فيخص مواصلة غرس الأشجار المثمرة (الخوخ والرمان والتفاح والزيتون···)· يذكر في الأخير أن الصندوق الوطني لدعم الاستثمار في المجال الفلاحي تم تقسيمه إلى صندوقين يخص الأول التنظيم والإنتاج بينما يهتم الثاني بتنمية الاستثمارات الفلاحية خاصة وأن هذا المجال بإمكانه إنشاء الثروة وفتح فرص العمل والتقليل من البطالة المتفشية بكثرة وتجسيد فكرة الاستقلال الفلاحي لتحقيق الاكتفاء الذاتي·