يتجه ما يعرف ب"الفن الدبلوماسي" عندنا، الى الظهور وإبراز المواهب الفنية القادرة على تحويل القضايا السياسية والإنسانية الراهنة، الى تحف فنية قادرة على تخليد هذه الأحداث وتسجيلها فنيا. من رواد هذا الفن الدبلوماسي في الجزائر، الفنان بن محمد بوزيان الذي يحاول جاهدا التأسيس لهذا الفن في اطار علمي وفني راق، وقد لاقى الدعم الكافي من وزارة الخارجية الجزائرية في كل مشاريعه الفنية التي تعكس مسار وإنجازات الدبلوماسية الجزائرية في شتى المجالات. يقوم الفنان بوزيان حاليا بإنجاز مجسم فني ستقدمه الجزائر الى دولة جنوب إفريقيا في تصفيات كأس العالم لسنة 2010، وهو عبارة عن تحفة فنية عن الفريق الوطني تضم أظرفة تحكي السلام الوطني، ستعرض في متحف جوهانسبورغ، وذلك لمدة 4 أشهر.. علما أن وزارة الخارجية الجزائرية أعطت موافقتها كراع لهذه المبادرة الفنية، والتي تعكس أيضا روح التسامح والقيم الإنسانية للشعب الجزائري، عكس ما قد تروجه جهات أخرى. كما أن الفنان بوزيان يعكف حاليا على مشروع إنجاز تحفة فنية يرد بها على الحملة الإعلامية الشرسة لمصر ضد الجزائر، وذلك بصورة راقية وحضارية، ويتم إنجاز هذا المشروع بالتعاون مع شباب تونسيين وجزائريين، وسيقدم الإنجاز الى الاتحادية الدولية لكرة القدم (فيفا). مع الإشارة إلى أن هذا المجسم تعبير عن المحبة لكل الأشقاء في الوطن العربي، كما أنه يبرز مدى العلاقة الوطنية بين الحاج روراوة ونظيره التونسي. الفنان بوزيان كان قد اقترح تأسيس مدرسة للفن الدبلوماسي ولاقت دعوته الترحيب من السلطات التونسية في أكتوبر الفارط، كنوع من الشراكة مع الجزائر، باعتبار هذه الأخيرة رائدة في العمل الدبلوماسي على المستوى الدولي، وباعتبار تونس رائدة في المجال السياحي، وقد أشار السيد بوزيان إلى أن وزير الخارجية مراد مدلسي أعرب عن استعداده لدعم المشروع. للتذكير، فإن الفن الدبلوماسي يسجل حدثا دوليا ما، خاصة إذا كانت له علاقة مباشرة مع الدبلوماسة الجزائرية مثلا، ولهذا الفن بعد إنساني وفني يدعو الى السلم العالمي، وإلى الحوار بين الشعوب عبر العالم بطرق حضارية وخاصة من خلال العروض التي تحتضنها مختلف متاحف العالم. الفنان بن محمد بوزيان له عدة تجارب ناجحة في هذا المجال، خاصة في تصميمه لمجسم الاتحاد المغاربي، ومجسم الاتحاد الإفريقي أثناء انعقاده بالجزائر، وكذلك مجسم الاتحاد الأوروبي الذي كرم عنه الاتحاد الأوروبي سنة 2006.