اعترف وزير الدفاع الأمريكي روبيرت غيتس، أمس، أن المخابرات الأمريكية فقدت كل اثر لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن منذ عدة سنوات ولم تعد تعرف مكان تواجده وقال انه لو كانت الولاياتالمتحدة على علم بمكان وجوده لما تأخرت لحظة في اعتقاله. ولم يشأ الرقم الأول في البنتاغون الأمريكي تحديد تاريخ آخر مرة تم فيها تحديد مكان زعيم القاعدة واكتفى بالقول "إن ذلك يعود إلى عدة سنوات" وهو رد مطاطي يؤكد أن المخابرات الأمريكية تكون قد فشلت في تحديد مكان تواجده وأن التأكيدات الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بقرب اعتقاله لم تكن إلا مجرد أخبار للتمويه والدعاية في عز الحرب التي شنتها على حركة طالبان وتبريرا لها. ولم يكن بمقدور وزير الدفاع الأمريكي تأكيد أو نفي تداول معلومات أكدها احد قادة حركة طالبان الموقفين بداية العام الجاري والتي اكد من خلالها انه يعرف مكان تواجد زعيم تنظيم القاعدة. يذكر أن الإدارة الأمريكية السابقة خصصت مبلغ 50 مليون دولار كمكافأة لمن يدل على مكان تواجد بن لادن او اعتقاله أو الإدلاء بأية معلومات تسمح باعتقاله أو مقتله وهو العرض المالي المغري الذي عرضه الرئيس جورج بوش بعد أن فشل فشلا ذريعا في تحديد حتى مكان وجوده. فبينما أكدت تسريبات استخباراتية انه مازال في مناطق القبائل في الجبال الأفغانية الصعبة الوصول تدور هذه الأيام أخبار أخرى راحت إلى التأكيد بأنه موجود تحت حماية القبائل الباكستانية على الحدود الدولية بين باكستانوأفغانستان، بل إن أخبارا أخرى أكدت انه غادر هذا البلد نهاية سنة2001 وهو الآن موجود في إحدى المدن الكبرى الباكستانية. وكان تقريرا لإحدى لجان مجلس الشيوخ الأمريكي نهاية الشهر الماضي أكد أن الولاياتالمتحدة كان بإمكانها اعتقال أو قتل بن لادن شهر ديسمبر سنة 2001 خلال العمليات العسكرية التي شنتها في جبال تورا بورا في شرق أفغانستان ولكن إدارة الرئيس جورج بوش رفضت الخيارين وفضلت السماح له بالتسلل إلى داخل الأراضي الباكستانية. وأكد التقرير الذي جاء تحت عنوان "زيارة أخرى إلى تورا بورا : كيف لم نتمكن من بن لادن وماذا تغير الآن؟والذي صاغه جون كيري المرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية الأمريكية لسنة 2004 أن القيادة العسكرية الأمريكية في عهد وزير الدفاع الجمهوري دونالد رامسفيلد رفضت توفير الإمكانيات المادية والقوات الكافية لإتمام عملية اعتقال بن لادن في جبال تورا بورا. وقال جون كيري النائب الديمقراطي في تقريره أنه ثماني سنوات بعد تلك الأحداث، فقد تمكن تنظيم القاعدة من إعادة تشكيل نفسه ونجا بن لادن من الموت وسمح ذلك بتكوين جيل جديد من المتطرفين". يذكر أن تسريب مضمون هذا التقرير جاء أياما فقط بعد قرار الرئيس باراك اوباما بإرسال 30 ألف عسكري جديد إلى المستنقع الأفغاني بمبرر القضاء على مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة. ويكون القصد من الكشف عن هذا التقرير السماح للرئيس الأمريكي الجديد إيجاد المبررات الكافية لإقناع الرأي العام الأمريكي بسياسة الكل العسكري التي يسعى لانتهاجها في هذا البلد من خلال اعادة اسم أسامة بن لادن إلى ذاكرة الأمريكيين والمرتبط بتفجيرات الحادي عشر سبتمبر 2001 وبالتالي إيجاد التعاطف المطلوب مع هذه السياسة والحد من الأصوات الرافضة لها داخل المجتمع الامريكي.