قال وزير الدفاع الأمريكي، أول أمس، أن "تنظيم القاعدة رسخ أقدامه في شمال إفريقيا بشكل أكبر من ذي قبل، عن طريق إندماج عدد من الخلايا الإرهابية هناك في الشهور الأخيرة"، وأشار روبرت غيتس، إلى أن "الجماعات الإرهابية بالمغرب العربي مرتبطة بشكل وثيق بتنظيم القاعدة، وظهرت كمنظمة مترابطة"، وذكر غيتس إن هذه الخطوة تمت "في الشهور الأخيرة فقط. وقال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، إن الدراسة التي طلبها عن إمتداد تنظيم "القاعدة" في العالم، أظهرت أن منطقة المغرب العربي "هي المنطقة التي إمتد إليها نفوذ تنظيم القاعدة في الفترة الأخيرة"، وأضاف غيتس في لقاء صحافي عقده في البنتاغون، "إن بروز تنظيم القاعدة في الفترة الأخيرة كان في شمال أفريقيا، حيث حصل في المغرب العربي إندماج بين عدة تنظيمات إرهابية تحت عنوان تنظيم القاعدة في المغرب العربي". وكان وزير الدفاع الأمريكي، طلب من الأجهزة المختصة، إعداد خارطة تظهر في جانب منها أماكن وجود تنظيم "القاعدة"، وفي جانب آخر الأماكن التي إمتد إليها هذا التنظيم المسلح، وفي جانب ثالث المناطق المرشحة لإستقبال مجموعات تابعة ل "القاعدة". وحسب روبرت غيتس فإن تنظيم "القاعدة لم يعد قادرا على التحرك وفق تسلسل هرمي للقيادة بسبب تشتت قيادته التي كانت تتخذ من أفغانستان مقراً لها في ظل حكم طالبان"، موضحا بأن "القاعدة تحولت إلى عنوان عام تتحرك بوحيه جماعات إرهابية لا تخضع لأي قيادة هرمية"، وأضاف بقوله "أعتقد أنكم ترون الآن تطور تنظيم القاعدة إلى تنظيم أكثر إتساعا يضم مجموعة من التنظيمات المستقلة أو شبه المستقلة التي تتحرك كلها تحت عنوان عريض هو القاعدة". وأبرز الرجل الأول في وزارة الدفاع الأمريكية، بأن "إضطرار قادة التنظيم المعروفين إلى الفرار والإختباء بعد إسقاط نظام طالبان في أفغانستان وإعتقال العديد من القيادات الأخرى، يجعل من المستحيل على بن لادن والظواهري ممارسة القيادة المباشرة لتنظيم القاعدة". وجاء تصريح وزير الدفاع الأمريكي، بعد إعلان وزير الأمن القومي الأمريكي، مايكل شيرتوف، الأربعاء المنصرم، أن لديه "حدسا بأن القاعدة تعد للقيام بإعتداءات داخل الولاياتالمتحدة"، إلا أنه حرص على التأكيد أنه "لا يملك أدلة ملموسة عن إحتمال حصول إعتداء وشيك"، وأضاف: "وقع إعتداء الأربعاء في الجزائر ووقعت إعتداءات في شمال أفريقيا وعمليات في الصومال وباكستان، وكل هذه المعلومات تقلقنا كثيرا". من جهته، قال مؤخرا، مدير الإستخبارات الأمريكية، جون كريغن، إن عدة "مجموعات إرهابية في الجزائر والصومال والفلبين تحولت إلى فروع لتنظيم القاعدة" مستفيدة حسب من "الماركة المسجلة للإرهاب" وكان وزير الدفاع الأمريكي، قد أعلن في السادس من فيفري الماضي، أمام لجنة التسلح في مجلس الشيوخ، أن الرئيس جورج بوش قد إعتمد "قرارا بإنشاء قيادة عسكرية أمريكية جديدة للقارة الأفريقية بدلا من الوضع الراهن الذي يقسم القارة بين ثلاثة قيادات عسكرية"، مشيرا إلى أن القارة الأفريقية بأكملها بإستثناء دولة واحدة هي مصر، ستكون إبتداء من 30 سبتمبر عام 2008 تحت قيادة عسكرية أمريكية واحدة. هذا، وقال متحدث باسم البنتاغون، نهاية الأسبوع المنصرم، إن الدول التي ستنشر فيها بعثات عسكرية ستكون بمثابة قيادات فرعية لهذه القيادة الجديدة، رافضا الادلاء بمزيد من الإيضاحات بهذا الصدد، وقال ل "الشرق الأوسط"، في عددها الصادر أمس، "ليس هناك جديد وليس لدي ما أضيفه أكثر مما قاله ريان هنري، مساعد وكيل وزير الدفاع، أنت تسأل عن المواقع التي ستكون بها هذه البعثات لكن الأمور لم تحدد بعد". وقد عيّن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الجنرال وليام وارد، لقيادة هذه القوات، وكان هذا الأخير يعمل قبل تعيينه في منصبه الجديد، نائبا لقائد القيادة الأوروبية، ومعلوم أنه قبل قرار واشنطن إنشاء هذه القوات، كانت مسؤولية القارة الافريقية موزعة على ثلاث قيادات، حيث كانت القيادة الوسطى تشرف على كل من مصر والسودان وأريتريا وأثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا، في حين تشرف القيادة الأوروبية على باقي دول القارة الإفريقية، وتتولى قيادة المحيط الهادئ الإشراف على مدغشقر وجزر سيشل والمنطقة الإفريقية المطلة على المحيط الهندي، وستشرف الآن قيادة "أفريكوم" على كل القارة الإفريقية بإستثناء مصر. جمال لعلامي