مع اتساع عدوى فيروس أنفلونزا الخنازير بمجتمعنا، تشهد مختلف القطاعات كالصحة، التربية، الحماية المدنية وغيرها، تنظيم عدة أيام دراسية بهدف التحسيس والوقاية من الفيروس القاتل، إلا أنه يعاب على هذه الجهات التأخر في التحسيس رغم أن أولى حالات العدوى ظهرت مطلع فصل الصيف المنصرم، كما أن هذه الحملات تقتصر على جهات دون أخرى رغم أن الفيروس لا يستثني أحدا... تقوم الهيئات الصحية هذه الأيام بحملة تحسيسية حول فيروس أنفلونزا الخنازير ومخاطر انتشاره، واحتضنت قاعة المحاضرات لمستشفى نفيسة حمود (بارني)، يوما دراسيا إعلاميا حول أنفلونزا (أ/ اش1 ان1) قدمها البروفيسور محمد الطاهر حملاوي، وشملت المحاضرة تعريفا عاما حول فيروس أنفلونزا الخنازير كمرض سريع العدوى يتأثر به بالدرجة الأولى المرضى المزمنون والنساء الحوامل والأطفال أيضا. وأكد البروفسور المحاضر على عامل الحفاظ على النظافة الشخصية وبالخصوص اليدين، كونهما منبع كل الجراثيم التي تنتقل الى الجسم، وذلك بغسلهما أكثر من مرة في اليوم مع تجنب لمس الوجه قدر المستطاع. وكشف المختص في طب وجراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي، أن تجنب التجمعات البشرية مثل الازدحامات والنقل الجماعي والأعراس والأسواق وغيرها، خاصة خلال المرحلة الشتوية الجارية التي تحفز انتقال الفيروس، من شأنه التقليل كثيرا من العدوى. وتطرق المختص في حديثه، إلى عامل الخوف من الفيروس القاتل، وهي الحالة السائدة حاليا وسط المواطنين، والتي تظهر على وجه التحديد في التهافت الكبير على شراء المطهرات والمعقمات بقوله " لابد من التحسيس ولكن دون تخوف، فالإصابة بعدوى الأنفلونزا لا تعني الوفاة، وإنما علينا التأكيد على أهمية الوقاية التي تتلخص هنا في غسل اليدين". وكانت من بين محاور المحاضرة المعنونة "فيروس اش1ان1 : تعاريف وعلاج"، ضرورة الوقاية بالحفاظ على النظافة خاصة لدى الأطفال والمرضى المزمنين والحوامل، تفادي الازدحامات قدر المستطاع، لبس الكمامة الواقية عند كل شخص يعاني من أعراض الأنفلونزا أو السعال، واللقاح المضاد لفيروس اش1ان1 والذي كشف بشأنه المختص أن له بعض المضاعفات، وأكد على ضرورة تحري الطبيب عن التاريخ المرضي للشخص المتقدم للقاح تفاديا لأية تعقيدات محتملة. مشيرا إلى أن الدراسات المختبرية بينت أن مضاعفات اللقاح المضاد للفيروس ظهرت عند حالة واحدة من ألف. وتظهر مضاعفات اللقاح أساسا في تسارع ضربات القلب وبعض المشاكل على الجهاز العصبي، ولذلك فإن التنسيق بين مختلف المصالح الطبية عند التلقيح يعتبر أكثر من ضروري. يشار إلى أن الحملة التحسيسية ضد فيروس اش1ان1 انطلقت في أغلب المصالح الاستشفائية بالوطن، وتهدف إلى التعريف والتحسيس بأنفلونزا الخنازير لصالح العاملين في السلك الطبي وشبه الطبي.