ثبتت مؤخرا محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة حكم الإعدام الذي سبق وأن تم إصداره منذ اكثر من سنتين في حق المدعو (ز.س) الذي تورط في جناية قتل جد بشعة ذهب ضحيتها المرحوم (ق.م)، في حين ادين شريكه الثاني (ب.ع) ب 15 سنة سجنا نافذة. ونشير هنا إلى أن القضية التي أدين من اجلها القاتل تعود الى تاريخ 23/06/2003 حين تقدمت المسماة (ل.ل) زوجة الضحية الى مصالح الدرك الوطني بفلفلة مبلغة عن غياب زوجها المفاجئ عن المنزل، وبتاريخ 05/11/2003 تقدم المدعو (ب.ر) الى مصالح امن سكيكدة مخبرا بأنه وخلال شهر جوان من سنة 2003 اشترى عن طريق المبادلة سيارة من نوع »لاقونا« من شخصين يقطنان بمدينة سكيكدة دون ان يقوم معهما بعملية الاكتتاب. مضيفا بأنه قد علم مؤخرا بأن السيارة المعنية قد تكون ملكا لصاحبها المرحوم الضحية (ق.م) الذي عثر على جثته هامدة بأعالي جبال فلفلة وقد كانت المعلومة التي تقدم بها هذا الاخير الخيط الذي مكن عناصر الامن من الوصول الى القاتل ومن شاركه في الجريمة بعد تحريات جد دقيقة، وكان اول من تم التحقيق معه المدعو (ز.س) الذي اكد انه فعلا وخلال ثلاثة اشهر الاخيرة اتصل به هاتفيا المتهم الرئيسي (ز.س) وأخبره بأن لديه سيارة من نوع »لاقونا« مسروقة يود بيعها عندها طلب منه ملاقاته بمحطة نقل المسافرين محمد بوضياف بوسط سكيكدة على الساعة التاسعة صباحا، وفعلا تم الالتقاء بالمكان المحدد أين أعلمه بأن السيارة المسروقة تتواجد بمدينة قسنطينة عندها ركبا سيارة اجرة وتوجها بالضبط الى المكان المسمى »جنان التشينة« وهناك التقيا بشخص يدعى »ع« أين سلم للمتهم الرئيسي مفاتيح السيارة ثم توجها بها الى حي بوالصوف... مضيفا بعد جولة قسنطينة ومعاينته للسيارة هناك، وفي المساء وبأحد مقاهي مدينة سكيكدة التقى مجددا بالمتهم (ز.س) واخطره بأنه قد قام بإخفاء السيارة في مكان آمن بمدينة تاجنانت وعندما سأله عن صاحب السيارة أخبره بأنها ملك للمسمى (ق.م) المتواجد بفرنسا وأنه قام بمقايضة السيارة معه مقابل مساعدته على السفر. وبناء على هذه المعلومات تم التحقيق مع القاتل الذي صرح بأنه فعلا التقى بالمدعو الضحية (ق.م) الذي يعرفه منذ حوالي 15 شهرا وأنه متعود معه على تعاطي المشروبات الكحولية رفقته سواء بمدينة سكيكدة او بعنابة. مضيفا بأنه ولكونه يدين له بمبلغ مالي قدره 20 مليون سنتيم عليى ان يقدم له ما يقابله بالعملة الصعبة لكنه - كما قال - لم يف بالتزاماته الامر الذي جعله يفكر في البداية بسرقة سيارته الخاصة حتى يتمكن من استنسخاها ومن ثم يسرقها ليبيعها لكن تردد بعد ان انتابه خوف انكشاف امره وروادته فكرة التخلص منه بالقتل ومنه الاستيلاء على سيارته وبيعها، وبتاريخ 22/06/2003 شرع في تنفيذ خطته الشيطانية على طريقة كبار المجرمين المحترفين كما نشاهدها في الافلام البوليسية الأمريكية حيث وبعد ان التقى بصديقه القديم وشريكه الثاني في الجريمة المسمى (ب.ع) أخبره بأن له موعدا مع الضحية الذي سيتوجه برفقته الى حي العربي بن مهيدي من اجل تناول الخمر معا طالبا منه الحضور بسيارته ليلا على الساعة العاشرة ونصف للانضمام إليهما حول مائدة الخمر وفعلا وبعد ان قام رفقة الضحية باقتناء قارورات الخمر استغل غفلة هذا الاخير ليقوم بوضع ببعض القارورات مخدر الفاليوم ثم توجها الى ليلو بمحاذاة البحر وشرعوا بداخل السيارة في تناول الخمر وفي حدود الساعة التاسعة ليلا واصلوا جلسة شرب الخمر بالعربي بن مهيدي وبالضبط على مستوى المركز السابع عند الشاطئ وهناك تناول الضحية القارورة التي تحوي بداخلها على المخدر وشرع في شربها وعندما لاحظ القاتل بأن هذا الاخير قد بدأت تظهر عليه علامات التخدير والعجز في الحركة بدأ في تنفيذ خطته حيث وبعد ان قام بقتل الضحية بطريقة وحشية وحرقه رماه في إحدى غابات فلفلة مستعملا في ذلك سيارة شريكه الثاني في الجريمة. هذا وقد حاول كل من المتهمين أمام هيئة المحكمة إبعاد التهمة المنسوبة إليهما، إلا أن الأدلة الدامغة التي كانت ضدهما وشهادة الشهود كانت كفيلة بتسليط عقوبة الإعدام على (ز.س) و15 سنة سجنا نافذا في حق الشريك الثاني المدعو (ب.ع).