* قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة بعقوبة الإعدام في حق متهمين، تورّطا في قتل الطالب الجامعي (ز س) بالسلاح الأبيض، فيما قضت ذات الهيئة بعقوبة المؤبد لآخرين بتهمة تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد المقترنة بجناية السرقة بالتعدد وظرفي الليل للمتهمين (م ه) و(ب ح) وتهمة جناية الإخفاء عمدا لأشياء متحصلة من جناية وجنحة عدم التبليغ عن جناية لاثنان (ب خ)و(ف م). * تعود تفاصل القضية، حسب قرار الإحالة، إلى السابع والعشرين من شهر رمضان لسنة 2007، أين كان الضحية (ز س)، صاحب سيارة من نوع "بيجو 206" يعمل بسيارته ليلا في نقل المسافرين دون رخصة، وبدأ المتهم الأول يترصد الضحية ويراقبه بموقف السيارات بحي الصفصاف طيلة 3 أيام، ليتأكد بأن الضحية يأتي للعمل مباشرة بسيارته بعد الإفطار إلى غاية أذان العشاء، ثم يذهب إلى المسجد ويعود بعدها لمواصلة عمله، وعلى هذه المعطيات اتفق المتهم (م ه) وشريكه(ب ح) على تنفيذ العملية، وكان لهما ذلك، حيث أحضر المتهم الأول خنجرا منتظرا شريكه الثاني للخروج من المقهى رفقة الضحية، بعد اتفاق مسبق بين المتهمين، باستدراج الضحية من مكان توقف سيارته إلى مكان الاعتداء، وهذا بعد أن كسب ثقة الطالب (ز س) بالركوب معه وتظاهر بأنه زبون سبق أن ركب معه عدة مرات وطلب من الضحية أن يمرّ على صديقه (م ه) الذي كان ينتظره بالمقهى وأداة الجريمة معه حيث طالبا منه إيصالهما إلى مطار الملاحة وبعد وصولهم إلى مفترق الطرق طلب منه (م ه) أخذ مسلك ترابي بغية الذهاب إلى بيت جدّه بنواحي بلدية زريزر ولاية الطارف لأخذ بعض الأغراض، ليقع بعدها ما لم يكن في بال الضحية، حيث أقدم المتهم (م ه) باستعمال المكبح اليدوي للسيارة لتتوقف مباشرة، ثم وجّه طعنة للضحية على مستوى جنبه وأقدم المتهم الثاني على شدّه من الخلف حتى لا يفلت، هنا طلب الضحية من المعتديين أخذ السيارة وتركه لكن المتهم (م ه) واصل في توجيه الطعنات على مستوى الصدر، حتى فقد الضحية توازنه وقام المتهمان بإنزاله من سيارته، وأقدم المتهم الرئيسي على ذبح الضحية وتمرير الخنجر من الوريد إلى الوريد، ثم قام بوضعه داخل حقل محروث بعد أن نزع له معطفه الرياضي. هنا اتصل (م ه) بالمتهم الثالث (ب خ) مخبرا إياه بأنه استطاع الحصول على سيارة مسروقة واتفقا على الالتقاء رفقة المتهم الرابع (ف م) بغية استلام السيارة المسروقة ليبيعها ببلدية الحجار، وكان المتهم الرئيسي هو من يقودها وارتكب بها حادث مرور بعد أن انزلقت به داخل مجرى مائي أثناء الطريق بضاحية وادي العنب، أين تم بها اكتشاف السيارة من قبل فلاح بالمنطقة والذي بدوره أبلغ مصالح الدرك الوطني حيث باشرت تحقيقاتها بغية الوصول لمرتكبي هذا الجرم في أقرب وقت وتم التعرف على المتهم الرئيسي الذي انهار واعترف بتفاصيل الجريمة. * المتهمون وأثناء الجلسة أنكروا التهم المنسوبة إليهم وأكدوا أنهم لم تكن لديهم النية لقتل الضحية وأن الدافع الحقيقي لهذا الجرم هو سرقة السيارة قصد بيعها في ولاية وادي سوف. * النيابة العامة التمست في حق المتهمين عقوبة الإعدام كون أن الظاهرة انتشرت بقوة في الآونة الخيرة مؤكدة بأن التهم ثابتة في حق المتهمين وعليه وبعد المداولات القانونية والتي دامت أكثر من ساعتين أصدرت هيئة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة حكمها النهائي المذكور أعلاه