نشط باحث الموسيقى الإيرانية، حسن طبر، أول أمس، ندوة فكرية توقف من خلالها عند مختلف المراحل التي عرفتها هذه الموسيقى، وكذا التغيرات التي طرأت عليها. وفي سياق حديثه، أشار حسن طبر في الندوة التي نظمت على هامش الطبعة الرابعة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، التي تحتضنها الجزائر مند 21 ديسمبر الجاري، إلى أن الموسيقى الإيرانية عاشت العديد من المراحل التي تسببت في إحداث الكثير من التغيرات في الأصول التراثية المستمدة من الحضارة الفارسية، لاسيما بعد امتزاجها بالحضارة العربية الإسلامية التي استقت الكثير من هذه الموسيقى لتصبح بغداد الأرض الخصبة لتطورها. حسن طبر توقف أيضا عند التأثير الأوربي على الموسيقى الإيرانية. مؤكدا أنه وحتى وقت قريب كان الفنانون الإيرانيون يخجلون من أداء الموسيقى الإيرانية القديمة بآلاتها العتيقة واتجهوا إلى الموسيقى الأوربية. كما عرج المحاضر للحديث عن الموسيقى الإيرانية اليوم. مشيرا إلى أن هناك عودة للموسيقى التقليدية الإيرانية التي أصبحت تدرس في أربع جامعات بعد أن كان نطق كلمة موسيقى يعتبر من المحرمات حتى سنة 1984. مشيرا إلى أن آية الله الخميني كان الوحيد الذي تجرأ على القول أن الموسيقى ليست كلها حرام، ومن ثم بدأ إنشاء بعض الجمعيات الموسيقية وبروز طبقة من الموسيقيين المحترفين، وسمح للنساء بالغناء لكن في محيط نسوي أو في كورال. ورغم ذلك أشار طبر إلى أن الفنان الإيراني أصبح يسعى إلى الخروج من الحدود الإيرانية ليستطيع الإبداع وتقديم أعماله وفي الكثير من الأحيان يطالب المشاركة في التظاهرات الأوربية ولو مجانا. الأستاذ المحاضر أشار أيضا إلى أن الموسيقى الكلاسيكية الإيرانية اليوم تتكون من ثلاث أقاسم ( الرديف 12، الدسكون 5 (مقام) وقوستر) . وقد دعم المحاضر تقديمه بعروض فيديو تبرز طرق تلقين الموسيقى الإيرانية، لا سيما آلة السنطور على الطريقتين الحديثة والتقليدية. يذكر أن حسن طبر، هو منتج وباحث له معرفة كبيرة بالرديف الصوتي الخاص بالموسيقى الكلاسيكية الإيرانية، اختص في دراسة آلة السنطور التقليدية الإيرانية، من كتبه "تطور الموسيقى الإيرانية في بداية القرن العشرين" .