انطلقت بعد ظهر أمس بالمسرح البلدي بسطيف فعاليات الطبعة الثالثة للأيام الوطنية للموسيقى الكلاسيكية بمشاركة عديد الفرق الفنية وعازفين من مختلف مناطق الوطن وآخرين من فرنسا. ويميز طبعة هذه السنة التي تشارك فيها إلى جانب فرق فنية من ولايات البويرة وقسنطينة وقالمة وخنشلة ولأول مرة الشلف وباتنة وعين البيضاء حضور ولأول مرة لكل من الثنائي الفرنسي قيوم لاتور من مدينة مرسيليا وسوليمان دودات (باريس). وعرفت هذه التظاهرة الفنية في يومها الأول تقديم مجموعة من العروض الموسيقية استهلتها فرقة محلية للمسرح البلدي لسطيف مكونة من حوالي 16 شاب وشابة أدوا معزوفات عالمية لموزار وبتهوفن وأخرى محلية منها "قم ترى" وذلك على آلات الكمان والناي والبيانو تلتها فرقة أخرى من ولاية خنشلة وأوضح رئيس لجنة الحفلات بسطيف السيد منير بوخريصة أن التظاهرة تهدف إلى "خلق جسر للتواصل بين الموسيقيين وتبادل الخبرات فيما بينهم" مشيرا إلى أن الطبعة الثالثة لهذه الأيام الوطنية للموسيقى الكلاسيكية التي "يبقى جمالها وروعتها يصلح لكل الأزمان" تختلف هذه السنة عن سابقاتها من حيث الثراء وتنوع الفرق المشاركة. وكشف المتحدث نفسه بالمناسبة بأن لجنة الحفلات تنوي خلال الطبعات المقبلة تطوير هذه الأيام من خلال تكثيف المشاركة فيها لتشمل موسيقيين من مختلف ولايات الوطن. واستنادا إلى المسؤول ذاته فإن لجنة الحفلات لبلدية سطيف تعكف منذ ثلاث سنوات على تنظيم هذه التظاهرة في هذا الفن الأصيل الذي "يبقى حاضرا على مر الزمن رغم الزخم الكبير الذي أصبحت تعيشه الساحة الفنية وانتشار مجموعة هائلة من الطبوع الغنائية والموسيقية الحديثة". كما اعتبر السيد بوخريصة أن "الحيز الذي حجزه الطابع الكلاسيكي لنفسه لا يزال مستمرا عبر الزمن وعبر الأجيال لأنها تحاكي المشاعر المشتركة لجميع أفراد الناس". وحسب المنظمين فمن المنتظر أن تتواصل فعاليات الطبعة الثالثة للموسيقى الكلاسيكية على مدار ثلاثة أيام بقاعة الحفلات بحديقة التسلية لتكون "فرصة لالتقاء الفنانين الجزائريين مع نظرائهم من فرنسا وكذا مهتمين بهذا الفن ومولعين بالموسيقى الهادئة". وسيتخلل هذه التظاهرة -حسب المصدرنفسه- تنظيم مائدة مستديرة يناقش فيها المشاركون "واقع الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر وسبل النهوض بهذا الفن"، على أن تختتم على وقع أوتار الفنان الموسيقار الجزائري محمد روان. (وأ)