أبرز عدد من الأساتذة في لقاء نظمته الجمعية الوطنية الثقافية "محمد الأمين العمودي" بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بالجزائر مساء أوّل أمس خصال ومناقب وأثار الدكتور المرحوم أحمد بن محمد بورزاق المعروف بالشيخ احمد بوروح مؤلف كتاب "الأدب في عصر دولة بني حماد"· وفي هذا الإطار أكد الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في كلمة ألقاها نيابة عنه الأستاذ السائحي أنّ الشيخ بوروح يعد أحد العلماء الأفاضل الذين أنجبتهم الجزائر ومثال للعصامية والطموح العلمي حيث استطاع بفضل عزيمته وإرادته الجمع بين العمل والتدريس والدراسة مما مكّنه من الحصول على شهادة الدكتوراه سنة 1976بدرجة "جيّد" من جامعة الجزائر من خلال كتابه "الأدب في عصر دولة بني حماد"· وأضاف الشيخ شيبان أنّ المرحوم له إلى جانب الكتاب المشار إليه عدّة مقالات نشرت في جريدة "الصباح" التونسية وقصة بعنوان "عش الحمام" ومقالات بعنوان "صورمن بطولات الجزائر"و"العربية بين الواقع والهذيان" وغيرها، موضحا أنّ المرحوم بن محمد بورزاق كان ن بين العلماء الجزائريين الذين قدموا خدمات جليلة للوطن وللمواطن داعيا إلى ضرورة التعريف بمثل هؤلاء العلماء والمفكرين من أجل تخليد ذكراهم وضرورة إدراج آثارهم في المناهج التعليمية وتسمية الشوارع والمنشآت بأسمائهم لكي يتعرف عليهم الشباب وحتى لا يذهبوا في طي النسيان· ومن جهته أكد الأستاذ محمد شريف قاهر أنّ المرحوم كان يتميز بالجدية في كل أمر يتولاه وكان "يعلم الطلاب بأخلاقه قبل أن يعلمهم بعلمه" كما كان يتميّز بالفصاحة والدقة عندما يدرس وكان عالما في اللغة والأدب والفقه ولا يعرف الملل والتعب فإلى جانب عمله في التعليم الثانوي كان يقدم الدروس في الليل بالمساجد· ومن جهته ذكر الأستاذ محمد فارح وهو أحد تلاميذ المرحوم أنّ الدكتور بن محمد بورزاق كان يبذل جهودا كبيرة في إعداد دروسه ويتميز بالجدية في العمل بحيث كما قال "لم يتخلف ولو مرة أو يغيب عن التدريس"·أما الأستاذ مدني بورزاق فقد قدم في مداخلته عرضا عن كتاب "الأدب في عصر دولة بني حماد" الذي كان موضوع الأطروحة التي تحصل بفضلها المؤلف على شهادة الدكتوراه، يضم هذا الكتاب 377 صفحة طبع للمرة الثانية بمناسبة تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" مقسّم إلى خمسة أبواب حيث احتوى الباب الأوّل على مقدمة تاريخية تطرق فيها إلى الحياة السياسية بما فيها مجال الدولة وسكانها وطبيعة البلاد وتأسيس الدولة وولاية حماد والحرب بينه وابن باديس ومركز الدولة وأمراؤها وانتقال مركزها وسياساتها وحروبها وعلاقاتها الخارجية وأحسن عصورها ازدهارا وقوة وأسباب زوالها، كما تطرق في نفس الباب إلى الحياة الاجتماعية والدينية والحياة الفكرية للدولة الحمادية، أمّا الباب الثاني فقد تناول المؤلف فيه الحياة الأدبية من شعر ونثر فني وتأثيرات المشرق العربي على شعراء الدولة الحمادية، أمّا في الباب الثالث فقد تطرّق المرحوم بن محمد بورزاق إلى الحركة العلمية وموقف الدولة من هذه الحركة في حين تعرض في الباب الرابع إلى الأدباء المهاجرين من الدولة الحمادية وأسباب هجرتهم وإنتاجهم وفي الباب الخامس تطرق إلى العلماء والأدباء القادمين إلى الدولة الحمادية وأصلهم وسبب قدومهم وإنتاجهم· (واج)