في هذا الحوار، يبرز الدكتور أحمد فلاق، أستاذ في الإعلام الرياضي بجامعة الجزائر، كيف يعاني هذا النوع من الإعلام في الجزائر من خلل كبير في أداء وظيفته وكيف تحول بحكم تخليه عن أداء هذه الوظائف، إلى أشبه بصحافة صفراء. مشيرا في نفس الوقت إلى التقدم الكبير الذي أحرزه الإعلام الرياضي في دول الخليج تجربة رائدة في وطننا العربي.... - كنت صحفيا في القسم الرياضي والآن أصبحت أستاذا في الإعلام الرياضي، كيف تنظر إلى هذا النوع من الإعلام محليا وعربيا؟ * أعتبر نفسي محظوظا جدا لأنني أحمل نظرة شاملة حول الإعلام الرياضي في الجزائر، من منطلق أنني مارسته ضمن القسم الرياضي لإحدى الجرائد الوطنية لأكثر من عشر سنوات، قبل التوجه إلى تدريسه في الجامعة. الإعلام الرياضي لا يختلف كثيرا عن باقي المجالات الأخرى في الوظائف والأهداف ومن ميزاته أن مجالاته واسعة جدا، لكن تم تضييقه في السنوات الأخيرة ليقتصر على كرة القدم بصفة خاصة، التي تعد الرياضة الأكثر اهتماما ومتابعة من طرف الجمهور الرياضي الواسع، وهو ما فرض على وسائل الإعلام على اختلافها التركيز على هذا الاختصاص الذي تفرع بدوره إلى اختصاصات أخرى. - هل تعتقد أن الإعلام الرياضي لم يعد يؤدي دوره المنوط به؟ * أولا، الإعلام الرياضي كغيره من الاختصاصات الأخرى له أدوار عديدة، يجب أن يؤديها، فإذا غاب أي دور يختل توازنه، وللتوضيح أكثر، نحن نتفق جميعا على أن الإعلام الرياضي يؤدي وظائف إخبارية، تحليلية، تثقيفية، إشهارية وأيضا تعليمية، وكلها وظائف متكاملة، لكن نادرا ما تجدها في إعلامنا المحلي بصورة متكاملة. - إذن إعلامنا الرياضي يشكو خللا لأنه غير متوازن؟ * طبعا، والخلل كبير جدا أفقد هذا النوع من الإعلام توازنه، لأنه أصبح مقتصرا على الإخبار والإنباء في مجالات ضيقة جدا، ناهيك عن تسببه في إثارة الجماهير الكروية. - ما الفرق الذي وجدته في إعلامنا الرياضي المحلي بين الأمس واليوم؟ * الانطلاقة الحقيقية للإعلام الرياضي في الجزائر كانت في منتصف التسعينيات بظهور بعض الصحف المتخصصة، لكنها لم تعرف رواجا كما عرفته بعض الجرائد اليوم. والملاحظ على الصحافة الرياضية في هذا الوقت أنها كانت تستعمل لغة غير رياضية مائة بالمائة، حيث كانت تستخدم بعض العبارات السياسية ك"الحصار"، "القصف"، يكتسح وغيرها من المصطلحات السياسية التي استعيرت من الصحافة السياسية بحكم أن الجزائر كانت تمر بظروف صعبة.. أما اليوم فأعتقد أن الإعلام الرياضي في الجزائر خطا خطوات كبيرة نحو الأمام من خلال بذله جهودا كبيرة من أجل استقطاب القراء، وقد نجح في ذلك نجاحا كبيرا لا مثيل له، لكن ذلك لا يعني أنه تحسن فمضمونه لا يزال محل انتقادات كثيرة وهو بحاجة إلى تحسين. - كيف ذلك؟ * الصحافة الرياضية تهتم اليوم بالأخبار والمواضيع المثيرة التي ترصد الصراعات والخلافات التي تحدث داخل الأندية والمنتخبات، فهي أشبه بصحافة "صفراء"، وهذا يجعلها بعيدة عن الاحترافية. - وما هي قراءتك لواقع الإعلام الرياضي في الوطن العربي؟ - * نحن اليوم في عصر القنوات الفضائية والصحافة الإلكترونية، وقد أحرزت دول الخليج في ذلك تقدما كبيرا سمح لها ليس فقط بتدارك تأخرها، وإنما أيضا الانطلاق في تجربة رائدة في الوطن تستحق المتابعة والاهتمام، لأنه حسب اعتقادي إعلام كامل ومتكامل. - أخيرا، كيف ترى مستقبل هذا الإعلام في الجزائر؟ * آفاقه واسعة جدا ولكن في المجال الإلكتروني فنشر المعلومة مهمة لم تعد تقتصر اليوم على الصحف أو الإذاعة أو التلفزيون، بل أصبحت أيضا من مهام الصحافة الإلكترونية والمدونات الخاصة، وهذا يجعلني أتوقع اندثار بعض الصحف أو تقلص حجم مبيعاتها.