أكدت مصادر طبية من المؤسسة الاستشفائية ابن زيري ببولوغين (باينام)، أن حالة من الفوضى تسود مصلحة رعاية المواليد الجدد بسبب نقص أطباء الأطفال، على خلفية خلاف بين رئيس مصلحتي طب النساء والتوليد وطب الأطفال من جهة، وتسجيل وفيات بمصلحة الجراحة بسبب الوضع المتردي للنظافة الاستشفائية... وناشد أطباء من هذه المؤسسة الاستشفائية، وزارة الصحة، التدخل العاجل لإعادة ترتيب بعض الأمور العالقة بين مصلحتي طب الأطفال وطب النساء التي وصلت إلى طريق مسدود بسبب بعض المشاكل المرتبطة بسوء التسيير، كما طالب المعنيون بالإسراع في غلق مصلحة الجراحة التي سجلت بها مؤخرا، حسب ذات المصادر، حالات وفاة بسبب الانتانات والتعفنات الناجمة عن تفشي بعض الجراثيم بالمصلحة،. وهي الادعاءات التي كذبها مدير المستشفى، الهاشمي شاوش، جملة وتفصيلا في تصريح ل "المساء". خلافات شخصية تؤثر على الصحة العمومية أوضح مصدر طبي من المؤسسة الاستشفائية العمومية ابن زيري ببلوغين (باينام سابقا) ل"المساء" في اتصال هاتفي، أن مشاكل تسود المستشفى مؤثرة بطريقة جد سلبية على المرضى وبالتالي على الصحة العمومية، على اعتبار أن بعضها يتعلق بغلق بعض المصالح الطبية والجراحية بسبب ظهور جراثيم تتربص بالمرضى، وأكثر من ذلك تهدد حياة آخرين، على خلفية تسجيل وفيات بمصلحة الجراحة بالمستشفى بسبب إصابتهم بجراثيم استشفائية جراء الوضع المتردي بالمصلحة. وأكد مصدرنا الذي يشغل منصب طبيب بإحدى مصالح مستشفى "باينام"، أن أمر تفشي الانتانات بمصلحة الجراحة بالمستشفى تعود إلى أكثر من سنة، وقد تم تسجيل حالات مرض تم إجلاء المصابين بها إلى المصلحة للخضوع لعمليات جراحية، إلا أنهم خرجوا منها وهم مصابون بأمراض أخرى جراء إصابتهم بإنتانات استشفائية بالمصلحة، كما تعدى الأمر إلى تسجيل وفيات لنفس الأسباب. مشيرا إلى أنه تم إخطار إدارة المستشفى بالأمر إلا أن المصلحة ما تزال مفتوحة أمام المرضى مما يطرح عدة تساؤلات حول الموضوع. من جهة أخرى، كشف المصدر عن نقص فادح في أخصائيي طب الأطفال في مصلحة المواليد الجدد بذات المستشفى، وهو المشكل الذي يضع صحة المواليد الجدد على المحك اذ لا يتم الكشف عنهم إلا بعد أيام عدة عن ولادتهم بسبب هذا النقص، الذي يرجعه مصدرنا إلى "مشاكل سوء تسيير مصلحتي طب النساء والتوليد وطب الأطفال، وإلى نية رئيس مصلحة طب النساء والتوليد في توسيع مصلحته على حساب مصلحة طب الأطفال، ما جعل رئيس المصلحة الأخيرة يسحب أخصائيّيه من مصلحة رعاية المواليد الجدد". "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"... هذه المشاكل فندها السيد الهاشمي شاوش مدير مستشفى "باينام" لدى استقباله ل"المساء"، حيث أصر على قيامنا أولا بزيارة استطلاعية لكل مصالح المستشفى لنتأكد من أن مصلحتي طب النساء والتوليد وطب الأطفال، منفصلتين تماما عن بعضهما البعض، بحيث توجد الأولى في الطابق الأول بينما الثانية في الطابق الخامس، وكل ما أثير حول بناء جدار يفصل المصلحتين لا أساس له من الصحة. أما نقص عدد أخصائيي طب الأطفال بمصلحة رعاية المواليد الجدد الموجودة داخل جناح التوليد بمصلحة طب النساء والتوليد، فأرجعه المتحدث إلى نجاح 6 أطباء من هذا التخصص في المسابقة الوطنية التي أجريت في فيفري 2008، والتي تقدم لها الست أخصائيين ونجحوا فيها بامتياز، وإثرها تم ترقيتهم إلى أساتذة وأساتذة مساعدين وأساتذة محاضرين، وفي نفس الفترة بادرت وزارة الصحة بتعيين 8 أخصائيين جدد لتغطية 18 سريرا في المصلحة "وهو العدد الذي نراه كافيا جدا لتغطية الحاجة"، يقول المدير. مضيفا أن الوزارة عينت كذلك في نفس الفترة بمصلحة رعاية المواليد الجدد الموجودة داخل مصلحة طب التوليد، 8 أخصائيين في طب الأطفال، كون المصلحة سجلت مواليد خُدّج وصلت نسبتهم إلى حوالي 3 وآخرون بتشوهات قلبية بنسبة 1 من مجموع 4900 ولادة خلال 2009. إلا أن الجدير بالإشارة أن كل هؤلاء الأخصائيين من العنصر النسوي وحدث خلال 2009 أن استفادت أربع منهن من عطلة أمومة ما أحدث نوعا من الضغط على الأخصائيات المتبقيات وبعض الارتباك في سير العمل تم تداركه بعدها، يؤكد المدير. من جهة أخرى، لم تسجل المؤسسة الاستشفائية ابن زيري "باينام"، أية حالة وفاة بمصلحة الجراحة والإنعاش بسبب الجراثيم الاستشفائية، وأوضح مدير المؤسسة انه "تم تسجيل انخفاض محسوس في نسبة مضاعفات العمليات الجراحية، مما يؤكد نجاعة أساليب النظافة المطبقة بالمصالح". وأضاف السيد شاوش "على كل من يؤكد تسجيل وفيات بمصلحتي الجراحة والإنعاش بسبب تفشي الجراثيم والإنتانات الاستشفائية، أن يقدم الدليل العلمي الذي يثبت كلامه".