المرأة أضحت أكثر عرضة للأخطاء الطبية في بلادنا أشارت الدكتورة بن حبيلس مختصة في طب النساء بعيادة خاصة بعين البنيان، إلى أن أغلب قضايا الأخطاء الطبية تتعلق بطب النساء والتوليد وجراحة المسالك البولية والأنف والأذن والطب الداخلي، موضحة أن المرأة أضحت أكثر عرضة للأخطاء الطبية، الأمر الذي بات يشكل هاجسا لدى بعضهن، وعلى الرغم من معاناتهنّ بسبب الولادة والعمليات القيصرية والأمراض المتعلقة بهنّ، إلا أنها استحوذت على الحصة الأكبر على خلاف الرجال، من الأخطاء الطبية المرتكبة في المستشفيات العمومية، حيث رصد 200 خطأ طبي بمستشفيات الجزائر أكثرها في أقسام النساء. هذا وأضافت أن أغلب ضحايا الأخطاء الطبية لا يصرحون بذلك، إما لعدم ظهور آثار الخطأ أو لجهلهم بالإجراءات اللازم اتباعها، في حين يُفضل البعض الآخر اللجوء إلى العدالة كقضية إدارية باعتبار المؤسسات الاستشفائية مؤسسات إدارية قصد الاستفادة من تعويضات دون معاقبة الطبيب المخطئ''. وفي حين أكد الدكتور طالب مختص في الأمراض الداخلية بعيادة متعددة الخدمات بعين البنيان، أنه توجد أخطاء طبية قاتلة وإهمال وتدهور وفساد داخل المستشفيات العمومية، فأضحت الحالات تحضر في غرفة العناية المركزة بسبب نقص أطباء الاختصاص، موضحا أن حالات الإهمال التي برزت في الآونة الأخيرة، وتكاد تتحول إلى ظاهرة عديدة في مجملها، بعضها تتحمل مسؤوليته إدارة المستشفيات، والبعض الآخر يرجع إلى الكادر الطبي من ممرضين وأطباء، لكن بين هذا وذاك لا شك أن هناك ''إهمالا طبيا'' واضحا يجب الوقوف عليه، ووضع حد له لأنه يرتبط بأرواح الجزائريين فالمسألة ليست تسلية، إنها أرواح أبنائنا وإخواننا وأرواحنا في نفس الوقت. الختان من الأخطاء الطبية التي تؤدي إلى العقم والضعف الجنسي أوضحت السيدة فراح. ز طبيبة عامة بمستشفى مايو، أن المرضى ضحايا الأخطاء الطبية الذين أصيبوا في العيادات الخاصة غالبا ما يلجأون إلى المستشفيات العمومية، لكن الأطباء يرفضون علاجهم، وهذا بعد هروب المتسببين الفعليين من مواجهة أخطائهم المرتكبة في العيادات الخاصة، مشيرة إلى أن العائلات أصبحت واعية بأخطاء الأطباء الخواص، حيث أعطت لنا مثالا على مصلحة جراحة الأطفال بالمستشفى، قائلة إنها استقبلت عشرات الأطفال لختانهم، ذلك في ليلة السابع والعشرين من رمضان، وتعود أول الأسباب إلى ارتفاع تكاليف الختان لدى الخواص التي تتعدى في غالب الأحيان 2000 دج للعملية الواحدة، بالإضافة إلى الأخطاء الطبية المرتكبة في بعض العيادات التي تؤدي ببعض الأطفال إلى المساس بسلامة عضوهم الذكري، مشيرة إلى أن الأخطاء الطبية المرتكبة في ختان الأطفال صعبة الإصلاح، خاصة أنه تبين وجود حالات أفقدت الأطفال عضوهم الذكري. وأضافت ذات المتحدثة أن الالتهابات من أكبر الأمراض التي تصيب الأطفال بعد الختان مباشرة ب 15 يوما أو أكثر، وهناك أمراض بعيدة المدى، أي تظهر بعد الختان بفترة طويلة كصعوبات في الجهاز البولي، ويصبح الطفل غير قادر على التحكم في البول وذلك بعد الختان بأكثر من شهرين، بالإضافة إلى التأثير على الجهاز التناسلي، حيث يصبح الإنسان مصابا بضعف جنسي، وهذا ما يؤثر سلبا على الحالة النفسية للإنسان إذ يعتريه إحساس أنه غير عادي. وتعاني المستشفيات الجزائرية من نقص كبير في النظافة باعتراف المسؤولين عن القطاع، حيث يعتبر هذا العامل من أكبر العوامل التي تساعد في انتشار الأوبئة داخل المستشفيات.