صدر تصريح مشترك بمدريد عقب اختتام أشغال الاجتماع الرابع رفيع المستوى بين إسبانياوالجزائر. فيما يلي نصه: "1- تطبيقا لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ومملكة اسبانيا وبدعوة من فخامة السيد خوسي لويس رودريغز ثباثيرو رئيس الحكومة الإسبانية قام فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية بزيارة رسمية إلى مدريد يوم 7 جانفي 2010 على رأس وفد وزاري هام في إطار انعقاد أشغال الاجتماع الثنائي الرابع رفيع المستوى. 2- وخلال هذه الزيارة أجرى الرئيس بوتفليقة والرئيس ثباثيرو محادثات على انفراد توسعت فيما بعد لتشمل جميع أعضاء الوفدين. 3- وقد سمحت أشغال هذا الاجتماع الرابع رفيع المستوى بدراسة الوضعية الحالية للحوار والعلاقات الثنائية وكذا آفاق تطويرها، كما تم التطرق إلى بعض المسائل الإقليمية الراهنة التي تهم البلدين (المغرب العربي وحوض المتوسط والصحراء الغربية والساحل وإفريقيا). 4- وجرت المحادثات في جو ساده التفاهم المتبادل مما يعكس الوضعية الممتازة التي تعرفها العلاقات الجزائرية الإسبانية، كما أبرزت الثقة المتبادلة وإرادة وطموح البلدين في توسيع وتعميق علاقاتها قصد إقامة شراكة تشمل وتستوحي كل العناصر التي تنبني عليها علاقات ثنائية بين بلدين مجاورين يتقاسمان نفس الرؤية المستقبلية. 5- ويعتبر الاجتماع الرابع رفيع المستوى الإسباني الجزائري أول موعد يسجل في الرزنامة الدولية للبلدين لسنة 2010. ويأتي في وقت تتولى فيه إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي مؤكدا بذلك الاولوية التي توليها للمسائل الإقليمية. 6- إن إسبانياوالجزائر تعتبران أن الأزمة الاقتصادية والمالية بغض النظر عن تأثيراتها السلبية وتداعياتها المضرة يجب اعتبارها فرصة لإنهاء واستكمال مسارات التكييف وإنعاش وعصرنة اقتصادهما وبناء مستقبل تسوده تنمية مستدامة وبشرية وترقية البلدين ومحيطهما على المستويين الاجتماعي والبيئي وتقليص الفوارق وخلق فرص لتوفير مناصب الشغل والاستثمارات. 7- إن إسبانيا على مستوى الاتحاد الأوروبي والجزائر في الإطار الإفريقي والعربي ملتزمتان بقوة بمكافحة التغير المناخي. وتشجع النتائج التي تمخضت عنها قمة كوبنهاغن الأخيرة البلدين على مواصلة العمل قصد التوصل إلى اتفاقات تشمل التزامات اكثر طموحا لتفادي الاحتباس الحراري وتشجيع اللجوء إلى الطاقات المتجددة قصد ضمان التنمية المستدامة. 8- وأعرب الطرفان عن دعمهما للقرار الذي اصدرته الأممالمتحدة حول حظر تنفيذ الحكم بالإعدام فيما سيواصلان العمل في مجموعة دعم اللجنة الدولية المناهضة للحكم بالإعدام للتوصل إلى اكبر قدر من الاجماع في هذا المجال. وقد تلقت الجزائر دعوة للمشاركة في اجتماع مجموعة الدعم الذي سيعقد بمدريد يوم 15 جانفي 2010. 9- وقررت الحكومتان في إطار أولوياتهما تشجيع وتيسير مشاركة المرأة في الحياة السياسية وتبادلا خبراتهما في هذا المجال، حيث استعرضت الجزائر إجراءات الإصلاح الدستوري لنوفمبر 2008 وقدمت إسبانيا الإجراءات المتعلقة بالقانون الخاص بالمساواة وتطويره التنظيمي. 10- وبما انهما وقعا على لائحة الأممالمتحدة الأخيرة حول تحالف الحضارات (10.11.2010) اتفق الطرفان على مضاعفة جهودهما لتعزيز الآليات والأدوات الدولية الكفيلة بترقية القيم المشتركة للتسامح والحوار بين الثقافات والتضامن والتنمية المتقاسمة والرفاهية التضامنية. 11- وأكد الطرفان على أهمية العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. أن ثقل الجزائر في المغرب العربي وفي كامل الحوض المتوسط وأهمية الاتحاد الأوروبي كشريك استراتيجي في تحديث الاقتصاد الجزائري كل ذلك يجعل من الحوار الجزائري الأوروبي عاملا أساسيا لمستقبل المنطقة. وسجلا بارتياح المصادقة سنة 2008 على خارطة الطريق التي ترافق تنفيذ اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي الذي وقع ببلنسية سنة 2002 تحت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي. وستواصل إسبانيا العمل خلال فترة رئاستها لسنة 2010 على تعزيز موقف الجزائر كشريك مفضل في المنطقة، والتزمت الحكومتان بالعمل بتنسيق وثيق لحل الخلافات القائمة والتحضير لعقد مجلس الشراكة الخامس بين الاتحاد الأوروبي والجزائر ولجنة الشراكة التي ستعقد خلال هذه الرئاسة. 12- أعربت كل من اسبانياوالجزائر عن ارتياحهما للتقدم المحقق على درب انشاء الاتحاد من أجل المتوسط وللجهود المبذولة قصد توضيح معالم هذه المبادرة ومضمونها وقد اعترفت اسبانيا بالموقف البناء للجزائر ودورها الثابت على مستوى الفضاء الأورومتوسطي لفائدة السلم والاستقرار والشراكة التضامنية ومن جهتها؛ أكدت الجزائر التزام اسبانيا الدائم بترقية التعاون الاورومتوسطي. وسيوحد الطرفان جهودهما لكي تكلل بالنجاح قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقرر عقدها عند نهاية العهدة الاسبانية على رأس الاتحاد الاوروبي. 13- قدم الطرفان دعمهما الكامل لمنتدى الحوار غرب منطقة المتوسط ""5+5 كما أعربا عن ارتياحهما للتطور الأخير الذي سجله هذا الحوار. من جهة أخرى، عبرت كل من الجزائروإسبانيا عن أملهما في أن تتمكنا من تنظيم اجتماع وزراء مجموعة ""5+5حول البيئة والطاقات المتجددة في الجزائر خلال السداسي الأول 2010 . كما اتفق الجانبان أيضا على الابقاء على الحوار في اطار الندوة حول المخطط الشمسي من أجل المتوسط التي ستعقد ببلنسية يومي 11 و12 ماي القادم. 14- كما أعرب البلدان عن انشغالهما بخصوص الوضع الأمني بمنطقة الساحل وأبديا قناعتهما بأنه لا يمكن التحكم في الوضع ولا تحسينه إلا من خلال التعاون بين مجموع بلدان منطقة الساحل وإن اقتضت الضرورة باللجوء إلى دعم ومساعدة الشركاء الاقليميين. في هذا الصدد؛ أعرب الطرفان عن دعمهما الراسخ لمبادرات التعاون التي أطلقتها بلدان المنطقة لهذا الغرض. 15 - وقد أعرب الطرفان أيضا عن ارتياحهما لمصادقة مجلس الامن الاممي على اللائحة 1904 التي تعزز الاحكام المتضمنة في اللوائح 1373 حول تمويل الارهاب ومكافحته و1267 حول تمويل نشاطات المجموعات الارهابية. 16- تعتبر اسبانياوالجزائر أن تسوية النزاع بالصحراء الغربية تكتسي طابعا أولويا إذ استعرض البلدان آخر التطورات المتعلقة بهذه المسألة وعبرا عن ارادتهما في مواصلة العمل في اطار الاممالمتحدة قصد التوصل الى حل عادل ونهائي يقبله الطرفان المملكة المغربية وجبهة البوليساريو والذي يضمن الحق في تقرير مصير الشعب الصحراوي. 17- يشجع البلدان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية، السيد كريستوفر روس، على مواصلة العمل الذي قام به في سنة 2009 ويقدمان دعمهما لجهوده من أجل تسوية النزاع ويجددان ستعدادهما للتنسيق مع الأممالمتحدة لهذا الغرض. 18- وقد أعربت الحكومتان أيضا عن أملهما في أن تستأنف المفاوضات بين الأطراف بهدف التوصل الى حل شامل وعادل ومستديم للنزاع العربي-الاسرائيلي والقضية الفلسطينية من خلال تطبيق حل الدولتين مع اقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها لتعيش في كنف السلام والأمن إلى جانب اسرائيل. وقد جددت كل من اسبانياوالجزائر التزامهما من أجل دعم جهود المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف مجددتين تأكيدهما على مبدإ "الأرض مقابل السلام" الذي أقره مؤتمر السلام المنعقد في مدريد والالتزامات التي نصت عليها خارطة الطريق وأهمية جهود اللجنة الرباعية وكذا مبادرة السلام العربية. وأبدى الطرفان انشغالهما إزاء تدهور الوضع في قطاع غزة مع التأكيد مجددا على ضرورة تطبيق اللائحة 1860 لمجلس الامن الاممي. 19- اتفقت الجزائروإسبانيا على أهمية الحوار الأور-افريقي والعلاقة بين القارتين واتفقتا على العمل معا قصد ضمان التحضيرالجيد والنجاح للقمة الثالثة بين الاتحاد الاوروبي وإفريقيا المقررة خلال السداسي الثاني 2010 خلال الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوربي. 20- أعرب الطرفان عن ارتياحهما للتقدم المحقق في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في سياق مسار تفتح الاقتصاد الجزائري والديناميكية الإيجابية للنمو التي شهدتها الجزائر في السنوات الأخيرة. 21- أكدت كل من إسبانياوالجزائر على أهمية الإمكانيات المتاحة بفعل تقارب اقتصادياتهما وتكاملها وأعربتا عن ارتياحهما لما سجل مؤخرا من توسيع شبكات الربط والمواصلات جوا وبحرا بين البلدين. كما عبرتا عن ارتياحهما لنهاية انجاز أنبوب الغاز البحري المباشر "ميدغاز" وتشغيل قريبا. كما أبديتا اهتمامهما وإرادتهما في تطوير مشاريع الربط المستقبلية التي تعزز الاتجاه القائم نحو التواصل المادي والترابط الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين، لاسيما الربط الكهربائي في اطار تنفيذ المخطط الشمسي المتوسطي. 22- ستواصل الجزائروإسبانيا اللتان ترغبان في الاستفادة من السياق المشجع الذي يطبع علاقاتهما الثنائية جهودهما بهدف تجسيد الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة بين الجزائر والاتحاد الاوروبي. 23 - رحب الطرفان بديناميكية المؤسسات الاسبانية ومساهمتها الفعالة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. كما أبرز الطرفان أن اسبانيا اصبحت من بين اهم المستثمرين في الجزائر معربتين عن املهما في دفع الاستثمارات الاسبانية اكثر في قطاعات محركة للتنمية في الجزائر. 24- اتفقت اسبانياوالجزائر على ترقية التعاون في مجال الري والفلاحة لاسيما في مجال ترشيد الانتاج وأنظمة السقي. 25- اعرب الطرفان عن املهما في مشاركة المؤسسات الاسبانية في البرنامج الوطني للتجهيز العمومي 2010 - 2014 معتبرين أن الازمة الدولية الحالية تسمح بتجاوز المنطق التجاري والخوض في منطق مشاريع مشتركة وتحقيق التكامل والانفتاح المتبادل للاسواق. 26- كما اكدت اسبانياوالجزائر على اهمية العلاقات الثنائية في مجال الطاقة وآفاق الشراكة التي يفتحها هذا القطاع. وأعرب الطرفان في هذا المجال عن ارتياحهما لاستكمال تحكيم قاسي الطويل. كما اكدت الجزائرواسبانيا قرارهما بتجاوز العراقيل التي قد تقف امام علاقاتهما الطاقوية وتعزيز جو الثقة المتبادلة الذي تقوم عليه. وبادرت الحكومتان باتصالات واضحة حول مشروع الميثاق الاورومتوسطي الخاص بالطاقة والتغير المناخي الذي يرتكز على ريادة الجزائر في مجال الغاز وإسبانيا في مجال الطاقات المتجددة ولهذا الغرض سيقوم الطرفان بإنشاء مجموعة عمل ثنائية. 27- واتفق الطرفان على ابرام اتفاق بين اديف وانسريف قريبا. 28- واتفقا ايضا على مواصلة المباحثات لترسيم الحدود البحرية بين البلدين. 29- واتفقت اسبانياوالجزائر اللتان تواجهان الظاهرة المعاصرة الشاملة للهجرة على ضرورة ايلائها الاهمية التي تستحقها ولهذا فهما تعتبران أن هذه الظاهرة تتطلب معالجة ملائمة تقوم على التشاور والتعاون وضرورة مواجهة اسبابها العميقة. 30- وكان آخر حدث ميّز التعاون الثنائي اجتماع الخبراء الذي عقد في مدريد يوم 21 ديسمبر 2009 . وأعرب الطرفان عن ارتياحهما لروح التعاون التي طبعت هذا الاجتماع ولنتائجه. 31- ويرى الطرفان أن طموح علاقاتهما الثنائية يتطلب تقاربا بين المجتمعين من خلال تنمية التعارف المتبادل من خلال تنقل الاشخاص الذي يعد وسيلة لبلوغ هذا الهدف. وضمن هذا المنظور التزمت الحكومتان بتشجيع وتسهيل التبادلات البشرية بين البلدين. وعموما رحب الطرفان بتأسيس منتدى الصداقة الاسباني الجزائري ويعتبرانه وسيلة واعدة لترقية الصداقة بين الجزائروإسبانيا خاصة فيما يتعلق بالمجتمع المدني في البلدين. 32- ويشيد الطرفان اللذان يدينان الارهاب بشدة بالتعاون الوثيق في مجال الأمن ومكافحة الارهاب والجريمة المنظمة ويشيدان بدخول الاتفاق الموقع بالجزائر بتاريخ 15 جوان 2008 حيز التطبيق والمتعلق بهذه المواضيع كتقدم ضروري من اجل مواجهة الاشكال الجديدة للانحراف. 33- وأعرب الطرفان عن ارتياحهما بشأن التعاون الثنائي في مجال العدالة القائم منذ سنوات وكذا التعاون المؤسساتي الثلاثي اسبانيا-الاتحاد الأوروبي-الجزائر من أجل مرافقة ودعم اصلاح العدالة في الجزائر. 34- ويدعم الطرفان المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي الثقافي باعتباره احد اهم وسائل المستقبل من أجل ضمان تقارب متكامل احسن بين الطرفين اللذين التزما بالتوقيع قريبا على مذكرة تفاهم ثقافية. كما يشكل ادراج دراسة الاسبانية كلغة اجنبية وكذا في المنظومة الجامعية الجزائرية عنصرا هاما من هذا المخطط في التقارب وكذا تعزيز ودعم تعليم اللغة الاسبانية بالجامعات الجزائرية. 35- وفي مجال التعاون العلمي والتقني والثقافي والتربوي (اتفاق سنة 1993) يدرس الطرفان على الصعيد الثنائي تكييف المخطط المدير الجديد 2009 - 2012 للوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من اجل التنمية، خاصة ما سيخلف آلية اللجان المختصة بإطار الشراكة. 36- تهنئ اسبانياالجزائر على التظاهرة التي ستحتضنها تلمسان سنة 2011 كعاصمة للثقافة الاسلامية كما تعرب عن استعدادها لمواصلة التعاون من اجل انجاح هذا الحدث. 37- اتفق الطرفان على عقد اجتماعهما رفيع المستوى المقبل بالجزائر.