دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبوعبد الله غلام الله، أول أمس، الأئمة والقائمين على المساجد بولاية تلمسان إلى المساهمة الفعلية في انجاح تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" المزمع تنظيمها سنة 2011. وخلال لقاء انتظم لتوزيع القروض الحسنة بحضور السلطات المحلية ورجال السلك الديني وممثلي المجتمع المدني للمنطقة، أبرز وزير الشؤون الدينية أهمية هذه التظاهرة الدولية التي ستستقطب وفودا من مختلف البلدان الإسلامية للوقوف على عراقة موروثنا الحضاري وأصالة هذه المدينة كما قال. وبعد الإشادة بدور الدين الإسلامي في تحرير الانسان وإعطائه كرامته، ذكر المسؤول بالمكانة التي يحتلها المسجد كمؤسسة دينية في المجتمع والدور الذي ينبغي أن يلعبه كمركز إشعاع وتنوير مؤكدا "إننا كمجموعة من قائمين على المساجد والأئمة مطلوب منهم أن يضموا جهودهم في هذا الاتجاه للاستعداد القوي والكامل لتمكين زوار تلمسان من مختلف أنحاء العالم من الاطلاع على تراثنا الحضاري ومعرفة شهامة الجزائريين وكرمهم". كما اغتنم السيد أبو عبد الله غلام الله هذه المناسبة للتذكير بالأدوار الدينية الأخرى التي يسهر على تحقيقها المسجد مثل تعليم القرآن وإصلاح ذات البين ومحاربة الانحراف الديني بالموعظة الحسنة" بالإضافة إلى تكريس أركان الإسلام ومنها الزكاة، مبرزا أهمية الصندوق الذي تشرف عليه وزارته لجمع أموال الزكاة وتوزيعها على الفقراء والمعوزين والمساهمة في الاستثمار الشباني. وفي هذا الصدد؛ أوضح أن نصيبا من أموال المزكين قد ساهم في تمويل مشاريع استثمارية شبانية ومساعدة العديد من العائلات قبل التأكيد "أن نصيبا من الأموال الأخرى قد وجه إلى شعب غزة المحاصر لرفع الغبن عنه. للاشارة، فقد جرى بمناسبة هذا اللقاء توزيع القروض الحسنة على 19 مستفيدا بقيمة تتراوح بين 200 ألف و250 ألف دج مما يمكن من فتح ورشات اسثتمارية صغيرة في شتى الحرف اليدوية. وحسب المدير الولائي للشؤون الدينية والأوقاف، فإن مساجد تلمسان قد جمعت خلال حملة 2009 حوالي 21 مليون دج حيث تم احصاء 2000 عائلة معوزة مستفيدة من هذه الأموال مع تخصيص نصيب منه يقدر ب 5،13 بالمائة لسكان قطاع غزة. ومن جهة أخرى؛ تفقد الوزير مرافق دينية وثقافية منها المجمع الديني للعباد الذي يحوي مسجد "سيدي بومدين" المشيد في عهد الموحدين بين 1126 و 1191 ميلادية والمدرسة الخلدونية التي تخرج منها العديد من الطلبة الذين تتلمذوا على مشاهير علماء العصر مثل الشيخ السنوسي وابن خلدون والمقري. كما عاين الوزير القبة التي تضم ضريح "سيدي بومدين" والحمام القديم الذي بني في سنة 1300 ميلادية ودار "بوكلي" التي وهبها صاحبها حبوسا للفقراء واليتامى. أما بوسط عاصمة الزيانيين، فقد تفقد السيد أبوعبد الله غلام الله الجامع الكبير ومختلف ملحقاته منها على الخصوص المحكمة التي ستعرف أشغال ترميم قبل الاشراف على وضع الحجر الأساس لمشروع بناء المقر الجديد لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف ببلدية منصورة الى جانب تفقد ورشة بناء جامع "سيدنا علي" بحي "إيمامة".