انتهى عهد قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية باتجاه قطاع غزة وعلى سكان هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية أن لا ينتظروا من الآن فصاعدا وصول هذه الإعانات التي ينتظرونها من حين لآخر رغم محدوديتها وعدم تلبيتها لاحتياجاتهم اليومية من المواد الغذائية والأدوية ولكن لطابعها المعنوي. الموقف لم تتخذه الجمعيات الدولية النشطة في هذا المجال وإنما السلطات المصرية التي قرّرت ذلك أول أمس بعد الجدل الحاد الذي أحاط بعملية وصول قافلة شريان الحياة الموجهة لسكان قطاع غزة. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط انه من الآن فصاعدا لن يسمح لأية قافلة إغاثة باتجاه الفلسطينيين في قطاع غزة المرور عبر معبر رفح المصري. وبرر أحمد أبو الغيط موقف بلاده بالأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة رفح المصرية بعد أن حاول 1400 ناشط حقوقي من دول مختلفة إيصال هذه المساعدات بمناسبة الذكرى الأولى لمجازر الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. ووجدت السلطات المصرية نفسها بسبب رفضها السماح لهؤلاء بالمرور إلى قطاع غزة في حرج كبير حتى أمام الرأي العام المصري الذي آلمه مشاهدة 1,5 مليون فلسطيني يعانون سوء التغذية والمرض وكل أنواع الحرمان لأكثر من ثلاث سنوات بمبرر حساسية الوضع الذي رفعته لتبرير موقفها. وهي الضجة التي تزامنت مع قرار القاهرة إقامة جدار فولاذي على طول حدود قطاع غزة بدعوى منع المساس بالسيادة المصرية. وكانت السلطات المصرية قد مهدت لقرارها بقرار وضعت من خلاله النائب البريطاني جورج غالاوي الذي قاد هذه القافلة في قائمة الشخصيات "غير المرغوب فيها" في مصر واقتادته مباشرة إلى مطار القاهرة بمجرد عودته من قطاع غزة حيث سلم شحنات رمزية للشعب الفلسطيني أرادها أن تكون صرخة في وجه العالم لرفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وقال أبو الغيط أن أعضاء في قافلة شريان الحياة التي قادها النائب البريطاني المساند للقضايا العربية ارتكبوا أعمالا معادية بل وإجرامية فوق التراب المصري في إشارة إلى الاعتصامات وعمليات الاحتجاج والمظاهرات السلمية التي قادها هؤلاء احتجاجا على قرار السلطات المصرية بعدم السماح لهم بدخول قطاع غزة ولم تسمح سوى لحوالي 50 متعاطفا الدخول إلى غزة. وأكدت السلطات المصرية أن كل قافلة مساعدات لابد أن تمر حتما عبر الهلال الأحمر المصري الذي يقوم بتسليمها إلى السلطات المصرية التي تقوم بتسليمها في مرحلة أخيرة إلى الهلال الأحمر الفلسطيني. وجاء الموقف المصري ساعات بعد طرد الناشط الحقوقي البريطاني جورج غالاوي الذي أكّد انه طرد رفقة زميل له في قافلة شريان الحياة واقتيد عنوة إلى مطار القاهرة الدولي. يذكر أنّ السلطات المصرية منعت على غلاوي مرور قافلته عبر معبر رفح قبل أن ترغمه على العودة الى سوريا ثانية للتوجه إلى ميناء العريش على البحر المتوسط حيث شابتها عدة أحداث وتوترات بسبب تأخير دخول أعضائها إلى غزة لمشاركة الفلسطينيين الذكرى الأولى لمعاناتهم التي زادتها مرارة أثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة رغم مرور عام كامل على تلك المذابح الإجرامية.