في تطور جديد للموقف المصري، الداعم لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، من خلال إحكام القبضة الحديدية على حركة المقاومة الإسلامية حماس، لإجبارها على ترك خيار المقاومة، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أن مصر قررت منع أي قوافل مساعدات أنسانية لغزة، من عبور أراضيها. وتأتي تصريحات وزير الخارجية المصري، في الوقت الذي يسارع النظام المصري للانتهاء من بناء الجدار الفولاذي الذي تم تصنيعه خصيصا في الولاياتالمتحدة، على حدود غزة لمنع وصول المواد الغذائية والطبية إلى أهالي القطاع، المحاصرين منذ سنوات من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أبو الغيط، في تصريحات أدلى بها في واشنطن، وفي تحد كبير للشعوب العربية والإسلامية، رغم المظاهرات العارمة التي شهدتها معظم الدول العربية والإسلامية، والتي نددت واستنكرت القمع المصري ومنعه للقافلة الإنسانية من العبور إلى غزة عبر الحدود المصرية، أن بلاده لن تسمح بأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجددا مهما يكن مصدرها أو نوعية القائمين عليها. وادعى أبو الغيط، أن أعضاء قافلة "شريان الحياة التي نظمها النائب البريطاني جورج غالاوي، قاموا بأفعال عدوانية وإجرامية على أرض مصر وشكك البعض في جهد مصر المتواصل لنصرة الفلسطينيين وقضيتهم"، على حد زعمه، في حين أن الأمن المصري تعرض للنشطاء في قافلة "شريان الحياة"، في محاولة منه لمنع وصول الإعانات الإنسانية،إلى سكان غزة المحاصرين، وذلك تنفيذا لأجندات إسرائيلية وأمريكية، بهدف القضاء على كل أشكال المقاومة الفلسطينية. كما زعم وزير الخارجية المصري في واشنطن: "أن هناك آلية جديدة يمكن بمقتضاها تسليم المعونات للهلال الأحمر المصري بميناء العريش، على أن تقوم السلطات بتسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني داخل قطاع غزة"، في حين أن آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية مكدسة على الحدود المصرية وانتهت مدة صلاحيتها، بسبب منع الحكومة المصرية عبور هذه الإعانات إلى داخل القطاع، تنفيذا لأجندات إسرائيلية. وقد قام المئات من النشطاء السياسيين والمثقفين المصريين، بحملة شعبية واسعة، احتجاجا على بناء الجدار الفولاذي الذي يشيده النظام المصري بطول حدوده مع قطاع غزة، حيث طالب الموقعون على البيان التأسيسي للحملة، الحكومة المصرية بضرورة الدفاع عن غزة، بدلا من حصارها من الجانبين الإسرائيلي والمصري، داعين في نفس الوقت إلى وقف التطبيع مع إسرائيل ونقض اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين الجانبين، ونشر الجيش المصري في سيناء بكامل قواته وفتح معبر رفح. يذكر أن معظم النشطاء الذين وقّعوا على البيان التأسيسي للحملة، ينتمون لعدد من القوى السياسية، من بينهم الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية"، ملتقى اللجان الشعبية لدعم فلسطين والمقاومة، وحزب العمل، حزب إسلامي مجمدة أنشطته منذ سنوات.