لم تعرف سوق السيارات خلال السنة المنتهية 2009 انخفاضا كبيرا في المبيعات كما كان متوقعا من طرف الوكلاء المعتمدين ومتتبعي هذه السوق بسبب إلغاء القروض البنكية التي كانت تمثل نسبة كبيرة تصل إلى 60 بالمائة عند بعض الوكلاء المعتمدين وفرض الضرائب على عمليات شراء هذه السيارات، فرغم كل هذه القرارات والتحولات التي عرفتها هذه السوق فإن انخفاضها لم يتجاوز نسبة 5 بالمائة. أكد متتبعون لسوق السيارات بالجزائر أن انخفاض المبيعات بحوالي 5 بالمائة لا يمكن أن يفهم منه أنه خسارة للوكلاء المعتمدين بل هو واقع استفاد منه البعض، في الوقت الذي عرفت فيه مبيعات بعض الوكلاء ارتفاعا مقارنة بالسنوات الماضية بفضل إقبال الزبائن على سيارات هؤلاء الوكلاء المسوقة بأسعار تكون في متناولهم وتتناسب مع قدراتهم الشرائية لأنهم يدفعون سعرها دفعة واحدة وليس بالتقسيط مثلما كان معمول به مع القروض البنكية التي كانت تسمح للمواطن البسيط بشراء سيارة من نوع فخم مقابل دفع ثمنها بالتقسيط. وهو ما يتطابق مع المقولة الشهيرة "مصائب قوم عند قوم فوائد" حيث استفاد بعض الوكلاء من قرار قانون المالية التكميلي القاضي بإلغاء القروض البنكية التي تمنح لتمويل عمليات شراء السيارات للرفع من مبيعاتهم على حساب بعض الوكلاء الآخرين الذين تقلصت مبيعاتهم بسبب إلغاء هذه القروض. لكن هذا الطرح لا يمكن تعميمه في كل الأحوال على كل المتعاملين باعتبار أن بعض الوكلاء الذين يسوقون سيارات فخمة لم يتضرروا من ذلك ولم تنخفض مبيعاتهم كون سياراتهم موجهة إلى فئة معينة من المجتمع وهم أصحاب المال الذين يستطيعون شراء سيارات فخمة عن طريق الدفع مرة واحدة. وعلى الرغم من توقيف هذه القروض فإن مبيعات السيارات لم تعرف انخفاضا كبيرا كما قلنا سابقا وهذا ما يفسره الملاحظون للسوق بقدرة بعض المواطنين على شراء سيارات بالدفع مرة واحدة بعد أن كانوا يفضلون القروض البنكية للاحتفاظ بأموالهم لأمور أخرى. وفي الوقت الذي عرفت فيه مبيعات السيارات عند بعض الوكلاء المعتمدين انخفاضا شهدت بعض العلامات انتعاشا منها علامة فرنسية احتلت الريادة في هذه السوق من خلال سياستها التسويقية. وتبقى السيارات المصنفة في الصيغة القاعدية أي السيارات التي لا تتوفر على كل التقنيات النوع الذي عرف زيادة في المبيعات عند معظم الوكلاء نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بالسيارات المزودة بكل التجهيزات والتقنيات. كما عرفت السيارات الرباعية الدفع ارتفاعا في المبيعات خلال السنة المنصرمة بفضل لجوء شركات بيعها لتقديم عروض تتناسب مع الطلب.