يحتاج الخضر الى نقاط المباراة كاملة أمام أنغولا لضمان تأهله الى الدور المقبل بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين مالي ومالاوي، بيد ان التعادل قد يكفيه لمواصلة مشواره في العرس القاري والسعي الى الظفر بلقبه للمرة الثانية في تاريخه بعد الاولى على ارضه عام 1990، لكن شرط ان تفوز مالي على مالاوي. وتملك الجزائر 3 نقاط من فوزها على مالي في الجولة الثانية بعد الخسارة المذلة امام مالاوي صفر-3 في الجولة الاولى، والاخيرة تتفوق عليها في المركز الثاني بفارق المواجهات المباشرة، فيما تحتل انغولا الصدارة برصيد 4 نقاط مقابل نقطة واحدة لمالي. وتبقى حظوظ المنتخبات الاربعة قائمة لحجز بطاقتي المجموعة الى الدور المقبل، بيد ان طموحات كل منها يختلف عن الاخر اقلها المنتخب المضيف الساعي الى تحقيق الفوز لضمان التأهل للمرة الثانية على التوالي في تاريخه الى ربع النهائي وكذلك صدارة المجموعة والبقاء في لواندا وتفادي السفر الى كابيندا حيث سخونة المواجهة بين الجيش الانغولي والمجموعات الانفصالية التي كانت سببا في الهجوم المسلح على حافلة منتخب توغو ومقتل مدربه المساعد والملحق الصحافي لبعثته وكذلك انسحابه من البطولة، وقد يكفي الانغوليين التعادل للبقاء في العاصمة لكن شرط تعادل مالي ومالاوي. وبدورها تحتاج مالاوي الى الفوز لبلوغ الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخها وقد يكفيها ايضا التعادل لكن ذلك يتوقف على خسارة او تعادل الجزائر امام انغولا. اما مالي فلا بديل امامها عن الفوز للتاهل شرط خسارة الجزائر او انغولا لكن المعادلة الاخيرة(خسارة انغولا) تتوقف على فوز الماليين بثلاثية على مالاوي او خسارة اصحاب الارض بفارق هدفين. وستكون مهمة الجزائر صعبة امام اصحاب الارض وجماهيرهم الغفيرة التي تحج الى الملعب وتملأ المدرجات عن اخرها وفي مقدمتهم الرئيس الانغولي جوزيه ادواردو دوس سانتوس المساند الاول لمنتخب بلاده، فيما يعد انصار المنتخب الجزائري على رؤوس الاصابع ويقتصر تواجدهم على بعض افراد الجالية الجزائرية في لواندا و6 فائزين في مسابقة محلية لاحدى الشركات الراعية لمحاربي الصحراء. واستعد المنتخب الجزائري جيدا للمباراة وحرص مدربه رابح سعدان على ابعاد لاعبيه عن الضغوط الخارجية حتى عن وسائل الاعلام المحلية والاجنبية من خلال الحصص التدريبية المغلقة والغاء المؤتمرات الصحافية ما ادى الى خلاف كبير بين المدرب ووسائل الاعلام الجزائرية. ويملك المنتخب الجزائري اسلحة فتاكة للفوز على انغولا خصوصا في خطي الوسط والهجوم بتواجد صانع الالعاب كريم زياني ويزيد منصوري وحسن يبدا وعبد القادر غزال، بيد ان صفوفه ستشهد غياب احد ابرز لاعبيه للمباراة الثالثة على التوالي وهو نجم لاتسيو الايطالي مراد مغني الذي لم يتعاف من الاصابة الى جانب مدافع بوخوم الالماني عنتر يحيى صاحب هدف الفوز القاتل في مرمى مصر في المباراة الفاصلة المؤهلة الى المونديال، كما يغيب ياسين بزاز بسبب اصابة في ركبته اليمنى في المباراة الاخيرة امام مالي ورفيق الصايفي لاصابة في كاحل قدمه. واكد سعدان في تصريحات للاذاعة الجزائرية ان لاعبيه مستعدون لمواجهة انغولا، وقال "المباراة صعبة جدا وحاسمة من اجل التأهل، لكننا مستعدون لها جيدا وسنبذل كل ما في وسعنا من اجل بلوغ الدور الثاني". وتكتسي لقاءات المنتخبين الجزائري والانغولي ندية واثارة دائما، ففي 8 مباريات جمعت بينهما حتى الان كان الفوز من نصيب الجزائر مرتين وبصعوبة بنتيجة واحدة 3-2، وردت انغولا مرة واحدة وبصعوبة ايضا 2-1، فيما انتهت المباريات الخمس الاخرى بالتعادل صفر-صفر(مرتان) و1-1(مرتان) و2-2، ويعول المنتخب الانغولي كثيرا على جماهيره ومعنوياته العالية بعد ادائه الرائع في المباراتين الاوليين وان كان تلقى ضربة موجعة بتعادله مع مالي 4-4 بعدما تقدم برباعية نظيفة. ويندفع المنتخب الانغولي بقيادة مدربه البرتغالي مانويل جوزيه الى الهجوم منذ البداية ويقدم اداء هجوميا لافتا ويخلق مهاجموه مشاكل عدة الى خطوط الدفاع خصوصا فلافيو امادو هداف النسخة الحالية حتى الان برصيد 3 نقاط ومانوتشو ودجالما ومابينا وجيلبرتو، بيد انه سيحرم من خدمات ديدي بسبب الاصابة فيما يحوم الشك حول فلافيو للسبب ذاته. الا ان جوزيه يملك مهاجمين رائعين بامكانهم سد ثغرة غياب فلافيو خصوصا مهاجم بنفيكا البرتغالي مانتوراس، وقال جوزيه "انها مباراة حاسمة يجب ان نحسن التصرف والتركيز فيها، المنتخب الجزائري قوي ويملك لاعبين اصحاب خبرة ويلعبون اساسيين في فرقهم الاوروبية، فيما نعاني من ذلك نحن لان لاعبينا ليسوا اساسيين في فرقهم والبطولة المحلية متوقفة منذ شهرين". وتابع "سلاحنا الجمهور والانسجام الكبير بين جميع الخطوط والمعنويات العالية، نعاني من اصابات، لكن يجب ان نضحي كي نحقق هدفنا وهو الفوز باللقب". وفي المباراة الثانية، تتشبث مالي بالامل الاخير عندما تلاقي مالاوي مفاجأة النسخة الحالية، وخيبت مالي بجيلها الذهبي الامال المعقودة عليها في النسخة الحالية وافلتت من هزيمة محققة في المباراة الاولى قبل ان تسقط في الثانية على الرغم من مشاركة نجومها في الدوري الاسباني محمدو ديارا(ريال مدريد) وسيدو كيتا(برشلونة) وفريديريك كانوتيه(اشبيلية) الى جانب لاعب وسط يوفنتوس الايطالي محمد لامين سيسوكو. ويغيب القائد ديارا عن مباراة الغد بسبب الايقاف لنيله انذارين، لكن كيتا اكد ان ذلك لن يؤثر على الفريق، وقال "ديارا لاعب كبير ودوره اساسي في صفوف المنتخب، لكننا لا نعول على لاعب واحد فقط، قوتنا في اسلوب لعبنا الجماعي وهو ما سنحاول استغلاله امام مالاوي".