يحضّر الفنان المسرحي محمد عباس إسلام لعمل مسرحي جديد، يحمل عنوان "النافذة" لإيمانوال روبلس، وذلك رفقة المسرح الجهوي لمدينة وهران، يعود من خلاله إلى إشكالية الصراع بين الحب والواجب. وتشكّل "النافذة" محور العمل الذي يحرّك شخوصه كلّ من الفنانة فضيلة حشماوي، محمد بدري، الطاووس، سمير بوعناني وغيرهم، من خلال شخصية جمال، وهو فدائي جزائري تدفعه مهمة نضالية إلى الإيقاع بإحدى الفتيات الفرنسيات (كلارا) التي تشتغل ممرضة وتسكن بشقة تطلّ على سجن يقبع فيه أصدقاؤه. يكلّف المناضل بتنظيم عملية هروب لمجموعة من الفدائيين من السجن ومن أجل التخطيط لذلك لابدّ له من مراقبة السجن ليل نهار، ولا سبيل إلى ذلك غير تمثيل مشاعر الحب على الفتاة الفرنسية كلارا التي تملك نافذة تطلّ على السجن. جمال يؤدّي مهمته بإحكام فيفتعل حادثا يجمعه بالفتاة ويوما بعد يوم تتوطّد العلاقة بينهما ويتمكّن جمال من الإيقاع بكلارا في حبّه ويمكنه ذلك من التردّد على بيتها ومن ثمّ مراقبة السجن عبر النافذة، لكن الأمور تتّخذ منعرجا آخر عندما يبدأ جمال هو الآخر في الشعور ببعض العطف والانجذاب تجاه الفتاة الفرنسية، وهنا يدخل في دوامة الصراع بين الحب والواجب لأنّ ما يشعر به اتجاه كلارا كان حبا حقيقيا.. لكن الواجب يكون أقوى من الحب فينهي جمال مهمته بنجاح ويكون السبب في نجاة العديد من رفاقه المجاهدين، لكنه يقع في قبضة العسكر الفرنسيين الذين يقودونه إلى السجن فيكون طوق نجاته كلارا التي آمنت بقضيته وبحق وطنه في الحرية والاستقلال. إلى جانب هذا العمل، يشتغل الفنان المسرحي أيضا على عمل جديد خاص بالطفولة يحمل عنوان "صبيان ولكن" دائما مع جمعية "أشبال عين البنيان"، التي اشتغل معها على العديد من المسرحيات الصبيانية الناجحة، والتجربة الجديدة ستفصل بين عالم الصغار والكبار وأهمية كل منهما للآخر، وهو ما يجعل من العمل ليس فقط موجّها للصغار بل للكبار أيضا... فبعد أن تغيب الفضاءات الخاصة بالأطفال والمساحات الخضراء التي اكتسحها الإسمنت، لا يجد الأطفال مكانا للعب واللهو غير ساحة الكبار، فيتّجهون للعب فيها، الشيء الذي يزعج الكبار ويدفعهم في كلّ مرة إلى طرد هؤلاء الأطفال ودفعهم إلى المغادرة بسبب ما يصدرونه من ضجيج وضحكات، فيقرّر الأطفال البحث عن مكان آخر للعب ويتّجهون إلى الغابة وفجأة تغرق الساحة في صمت بعد أن يغادرها كلّ الأطفال، لكن الكبار لا يحتملون ذلك الصمت بعد أن اكتشفوا أنّ الأطفال كانوا مصدر الفرحة والحياة، فيقرّرون البحث عنهم وإعادتهم إلى الساحة، ويرفض الأطفال العودة إلاّ وفق شروط يقبلها الكبار. وحسب المخرج محمد عباس، فإنّ العمل يشرف على الاكتمال، وتبقى بعض اللمسات الصغيرة الخاصة بالسينوغرافيا التي يشتغل عليها إسماعيل ليماش، كما سيشهد العمل حسب محدثنا مشاركة 16 طفلا. موضّحا في هذا السياق، أنّه يعشق الخشبة التي تعجّ بالأطفال لأنّ ذلك منبع للحياة والحب والفرح. أمّا عن عرض العمل، فقد أشار عباس إلى أنّه لن يكون قبل الربيع المقبل ليتزامن مع الاحتفالات بأعياد الطفولة والعطلة المدرسية. ولا تتوقف مشاريع المسرحي النشيط هنا، بحيث يناقش محمد عباس هذه الأيام مع المسرح الوطني الجزائري نصا قد يسفر عن عمل مسرحي جديد. كما سيشارك في العمل الجديد الذي يحضره المخرج الفرنسي ايفون ريموف.