وقع أمس مسرح وهران حضوره بعرض النافذة الذي جسد على مدار ساعة ونصف من الزمن قصة مستوحاة من الواقع، فكانت المسرحية نافذة للعودة إلى انتصار الوطن بين ازدواجية الغاية والوسيلة. حمل العرض الجمهور إلى عوالم الثورة والمقاومة بكل تضحياتها وسط جمهور شاب لا يزال يرى فيها صورة المجاهد بالبندقية وحمل السلاح ، لكن المجاهد هذه المرة ومن خلال العرض كان الحب أو وهم الحب ، وسيلة مفبركة للدخول إلى بيت كاتيا للتجسس من نافذتها كونها كانت تطل على سجن فرنسي يحتجز الفدائيين، وبعد زيارات جمال المتكررة البيت كاتيا التي كانت تعاني من إصابة على مستوى الرجل استغل الفدائي جمال بعد بحثه الدقيق عن ظروف إقامتها هذه الفرصة للدخول إلى بيتها زائرا، ثم عازفا على الكمان إلى أن تقع الفتاة في غرامه دون أن تعرف حساباته الأخرى. تتوالى الزيارات وتنشأ تلك العلاقة الوطيدة بين جمال الفدائي المنخرط في منظمة سرية والذي دخل بيتها بنية التجسس وحراسة أصدقائه المسجونين من النافذة ترقبا لموعد عملية كلف بها لتهريب من كانوا في السجن وذات لقاء في بيتها رفقة ممرضتها تكتشف الفتاتان أن هذا الرجل ليس إلا فدائيا استعمل بيت كاتيا للوصول إلى غايته . يعود النص إلى امانوال روبلس المهاجر الفرنسي الذي عايش الثورة الجزائرية بكل تفاصيلها، فكتب هذا النص ليعيد اقتباسه حشماوي إبراهيم وإخرجه ركحيا عباس محمد إسلام والذي يعالج قضية بتفاصيل لا تكاد تختفي في وقت حاربت فيه الشعوب المستعمرة لأجل نيل حريتها وقدمت وسائل لم تخطر على بال لأن الإيمان بالقضايا العادلة إنساني والتضحية لأجل نيل الحق في الحرية وفي الحياة مطلب عالمي. و كانت لأعضاء مسرح وهران قدرة في التمثيل شدت اهتمام الجمهور في ديكور بسيط يؤثثه كرسيان وطاولة ومذياع لكاتيا، لكنه نقل المقارنة الصارخة بين عالمين في تلك الفترة عالم للجهاد وعالم يستمتع بالحرية تخلل العرض بعض اللوحات الرومانسية بين كاتيا وجمال حين يقع كلاهما في حب الآخر لكن إيمان جمال بقضيته جعل إكمال الحب مستحيلا ليكون حبه لوطنه قبل كل شيء .حرك المسرحية الممثلة خازم طاوس كلير ، يبدري محمد، الممثلة القديرة حشماوي فضيلة، سمير بوعناني، حشماوي إبراهيم .