يشارك المسرح الجهوي لوهران في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الخامسة التي تستمر إلى السابع جوان الجاري، بمسرحية ''النافذة'' التي ستعرض أمسية هذا اليوم بالمسرح الوطني محي الدين باشطرزي. ويعتبر هذا العمل الذي أخرجه الفنان محمد إسلام عباس واقتبس نصه إبراهيم حشماوي عن مسرحية تحمل نفس الاسم للروائي الفرنسي الراحل ''إيمانويل روبلس''. الخامس في رصيد مسرح وهران بعد مسرحية ''الصدمة'' التي اقتبست عن رواية ''الاعتداء'' لياسمينة خضرة. ويشارك في تجسيد أدوار هذا العرض نخبة من الممثلين الشباب على غرار سمير بوعناني وفضيلة حشماوي ومحمد يابدري، والممثلة الطاووس، حيث يصور هؤلاء رمزا من رموز الثورة الجزائرية يدعى ''جمال''، وهو فدائي يقوم في إطار مهمة ثورية بالإيقاع بشابة فرنسية تدعى ''كلارا'' تعمل كممرضة وتسكن في شقة مجاورة للسجن الذي يوجد فيه العديد من رفاق ''جمال'' الفدائيين. وهنا يشرف ''جمال'' على التحضير لعملية هروب زملائه القابعين في الأسر، ولتحقيق الأمر كان لزاما عليه رصد المكان ومراقبة حركة الدخول والخروج من السجن ودراسة المخارج والمنافذ المؤدية إليه. وهنا يضطر إلى إيهام ''كلارا'' بمشاعر الحب والإعجاب كونها تمتلك بيتا يطل مباشرة على السجن، حيث يخطط لحادث يجمعه بالفتاة لتتوطد علاقتهما لاحقا ويتمكن من الإيقاع بها في ''شرك الحب''.. ولما كان له ما أراد، صار بإمكان ''جمال'' الدخول إلى الشقة المجاورة للسجن ورصد جميع التحركات من النافذة.. من ناحية أخرى، فضل مخرج المسرحية محمد إسلام عباس تأسيس حبكة مفاجئة لم تكن على البال أو الخاطر، حيث يظهر العرض أن ''جمال'' يقع في الحفرة التي حفرها بنفسه ويأخذ شيئا فشيئا في الانجذاب إلى الفتاة ذات الحسن والجمال، ويدخل في صراع نفسي يتنازع فيه طرفان هما ''الحب'' و''الواجب''.. وفي خضم تلك الحرب النفسية يتغلب ''جمال'' على ''نزوته'' ويخرج منتصرا ويتمكن من تحرير المجاهدين المسجونين وإتمام مهمته بنجاح. وفي مشاهد أخرى من مسرحية ''النافذة'' يلقي جنود الاحتلال الفرنسي القبض على ''جمال'' ويزجون به في نفس السجن، وهنا يخرج محمد إسلام عباس مفاجأة أخرى من خلال مشهد يصور مساهمة الفتاة الفرنسية ''كلارا'' في تحرير ''جمال'' بعدما صدمتها المشاهد المروعة لمجازر الاستعمار واقتناعها بعدالة القضية الجزائرية.