من السهل جدا ان تقرأ على محيا المدرب الوطني رابح سعدان الكثير من الأفكار قبل ان تسمعها منه، فالرجل وبعد ان مهد بنجاح الوصول إلى الدور ربع النهائي واسكت كل الأصوات التي كانت تشكك في قدرته على تفادي الخروج المبكر من "الكان"، بات يتحدث بثقة وهذا ما جعله يكرر ما قاله مرارا، أنا هنا في خدمة المنتخب الوطني واعرف مهنتي جيدا. المساء التقت سعدان وحاورته في العديد من جوانب التحضير والمخاض العسير الذي مر به المنتخب قبل الوصول إلى الدور ربع النهائي، وكيف تحمل الانتقادات وكيف كان الرد عليها. - المنتحب الوطني مر بمخاض صعب في الدور الاول، الى ما يرجع ذلك صراحة؟ هل لسوء التحضير ؟ هل لعدم التكيف ؟ هل البرمجة ؟ *مرة أخرى أقول أن التحضير كان جيدا وذلك مهما قالوا عن تربص كاستيلي والخلط الذي تعمده البعض الذين انتقدوا أداء المنتخب الوطني على ضوء نتيجة المباراة الأولى أمام مالاوي التي كانت نتيجتها مفاجئة للجميع. اما الشطر الثاني من السؤال فالإجابة عنه واضحة وقد أشرت لذلك مباشرة بعد المباراة وقلت انه من الصعب اللعب في ظروف مناخية قاسية، وأظن ان عاملي الرطوبة والحرارة قد تأثر بهما الجميع سلبا بما في ذلك رجال الصحافة. ويبدو ان الكل لاحظ بأنه بمجرد إعادة النظر في تلك البرمجة تكيف المنتخب، وكان رد فعله قويا أمام المالي في المباريات الثانية، ثم أكد ذلك أمام منتخب انغولا في واحدة من اكبر مباريات الدور الاول. - هل يفهم من هذا ان سعدان مرتاح لمشوار الدور الاول ؟ * اي مدرب في مكاني عايش مثل هذه الظروف لا اظنه يقول اكثر مما قلت، شخصيا وبكل اعتزاز اقول ان مشوار المرحلة الاولى من الكان كان إيجابيا، بدليل اننا اليوم بين المنتخبات المتأهلة للمونديال، وهذا يعني ان كل المنتخبات الكبيرة حاضرة في هذا الدور بأنغولا. - وهل يفهم من هذا ان سعدان عند وعده حين قال سنلعب الأدوار الأولى في" الكان" الانغولي؟ * أظن ان مجرد مواجهة منتخب عملاق ككوت ديفوار في الدور ربع النهائي، يعني أننا نلعب الأدوار الأولى، وإذا كتب لنا تجاوز هذا العملاق، فهذا يعني ان منتخبنا قادر على الذهاب إلى أبعد من ذلك في هذه الدورة، أما إذا انسحبنا فإن ذلك لن يخجلنا أبدا وعلى الجميع ان يتقبل النتيجة. المباراة تصلح لتكون نهائيا بكل المقاييس، لكن منطق القرعة وضعنا سويا وجها لوجه وسنعمل بكل ما نملك من حظوظ ومن إمكانيات وطموح أيضا لنكون ندا لمنافسنا الذي احترمه جيدا، لأنه هو الآخر من اقوى المرشحين في هذه الدورة للتويج باللقب. - وهل يخشى سعدان هذا المنافس ؟ * قلت بعد مباراة انغولا في هذا الدور أوفي غيره، إنني لا أخشى أحدا. - ماذا تعني بغير هذا الدور هل أنت تراهن على المربع الذهبي ؟ * نحن هنا، جئنا لنلعب ونشرف الكرة الجزائرية ونستفيد من كل تجاربنا والجزائر نشطت أدوارا متقدمة ونهائيات وتوجت باللقب، أي أننا نملك تقليدا يجب الاعتماد عليه، ومنافسونا يشعرون بالإحراج أمامنا، ويتأهبون لنا بكل السبل. - وهل كوت ديفوار في المتناول؟ * كوت ديفوار منتخب كبير ويعتمد على خبرة نجومه التي تلعب في أندية أوروبية كبيرة وتنشد التتويج أيضا واللعب أمام هذا المنتخب يتطلب في رأيي التحلي بالإنضباط التكتيكي فوق الميدان وعدم المجازفة أوالتسرع. - ماذا انت فاعل لغرس هذه الروح في تعدادك وهل ان لاعبينا يشعرون بما تحس كمدرب تزداد معاناته من مباراة الى أخرى ؟ * دور أي مدرب هو غرس هذا التفاعل في تعداده طبعا، وشخصيا اقول المجموعة التي اعتمد عليها تعي ما ينتظرها، فهي محترفة وتجيد التفاوض على أعلى المستويات، وأظن ان الكل خبرها في لقاء أم درمان، لأنها استطاعت في ظرف وجيز ان تقلب الهزيمة أمام مصر في القاهرة إلى انتصار تاريخي، وعندماتكون الإرادة والصبر والتركيز يحضر التوفيق، وهذا ما أتمناه في لقاء الغد أمام كوت ديفوار. - ربما يكون سعدان قد وفق في معالجة بعض النقائص الفنية وربما وجد البدائل للكثير منها، فهل من حل لمشكل عقم الهجوم؟ * لقد وفقنا في معالجة الكثير من النقائص في الدفاع وفي الوسط، لأننا نملك البدائل، لكن عقدة الهجوم تبقى قائمة، لأننا لا نملك مفاتيح كثيرة أومهاجمين صريحين، ونحن نجتهد ونجرب والأكيد أننا سنتوصل لفك العقدة، مع عودة جبور للمنافسة ومع تكيف الوجه الجديد زياية، وربما تظهر وجوه أخرى. - وماذا عن الانطباعات التي خرجت بها في الدور الأول وماهي العناصر التي جعلتك ترتاح لها كثيرا ؟ * لقد قلت مرارا ان التشكيلة الوطنية تضم لاعبين ممتازين، وقلت أيضا انه من الصعب على أي مدرب مهما كانت خبرته ان يتغلب على كل الجزئيات التي تحدث داخل المنتخب الوطني، لكنني أقول أن دورة انغولا وبحكم طول المدة مكنتني من الوقوف على الكثير من الايجابيات، حيث وقفت على ذهنية لاعبينا، فهم على قدر كبير من الوعي والشعور بالمسؤولية وهذا شيء ايجابي جدا. أما بخصوص اللاعبين الذين لفتوا انتباهي كثيرا، فلابد من الإشارة إلى يبدة الذي أضاف الكثير لخط الوسط بالرغم من الفترة القصيرة التي قضاها في صفوف المنتخب الوطني وهذا طبعا إلى جانب المدافع العيفاوي الذي يعد من اكتشافات الكان، وبزاز رغم إصابته والبقية التي تشكل الدعامة الرئيسية كبوقرة وزياني ومنصوري وحليش والمجموعة. - ماذا عن المصابين مغني وعنتر يحيى وصايفي ؟ * هؤلاء الثلاثة لكل واحد منهم ظروفه فمغني وعنتر عادا من إصابة خبيثة ولم أشأ المجازفة بهما بالرغم من أنهما كانا يحسان باستعداد مقبول، ومن موقعي كمدرب لابد ان احميهما للمستقبل، ومن هنا فكرت في وضعهما في كرسي الاحتياط مع توظيف مغني لمدة 23 دقيقة وأظن مغني مازال في حاجة إلى المزيد من العلاج ليكون جاهزا مائة بالمائة، وحتى عنتر اردت أيضا الإبقاء عليه احتياطيا للضرورة في لقاء انغولا، لكنني لم أجازف به، لأن المنتخب الوطني في حاجه إليه ولابد من تأمينه من الاحتكاك القوي وفرصته قادمة لا محالة، اما صايفي فالكل يعرف خصائصه، لكنه مع الأسف تعرض هو الآخر للإصابة وهو يتعافى. - وماذا عن لموشية ؟ * لموشية حالة خاصة لكن أبواب المنتخب الوطني مازالت مفتوحة في وجهه عندما يكون جاهزا ذهنيا، وأظن ان السيد محمد روراوة قد تطرق إلى مسألة هذا اللاعب. - ماذا لو كنت دقيقا في مساءلة الذهنيات، هل هذا يعني ان لموشية شكل حالة خاصة داخل المنتخب الوطني ؟ * داخل أية مجموعة أومنتخب وطني تطفو على السطح بعض الممارسات أوالعقليات ومن الصعب على أي مدرب معالجتها بمفرده، وما اعتبر بمشكل لموشية لم يؤثر في المجموعة بقدر ما يخص اللاعب لوحده. - الآن والمنتخب الوطني على بعد ساعات من اللقاء الحاسم مع كوت ديفوار ماذا قال سعدان للاعبيه وما هي ملامح التعداد وما هي الخطة التي ستتوهج ؟ * ماقلته ومازلت أقوله للاعبي المنتخب الوطني ان يلعبوا من أجل الجزائر أولا وما قلته أيضا يقوله أي مدرب هاهي الخطة وهاهي إمكانياته ونقاط قوته وضعف ولابد من الحرص على توخي الحذر، وتبقى الحقيقة غير قابلة للكشف خاصة وان الخطة قد تتغير في آخر لحظة. - ماذا يقول سعدان للجمهور الجزائري؟ * الجمهور الجزائري يسعده كثيرا ان يرى منتخبه متألقا ويحزنه ان يراه منكسرا أومنهزما، لكنني أعد هذا الجمهور بمباراة قوية وأتمنى ان يكون التوفيق من نصيبنا، أما إذا انهزمنا فعليه ان يواصل تشجيعه لمنتخب بلاده الذي مازال شابا وفي حاجة لثقة محبيه، لتمكينه من تحضير المونديال في أجواء تفاؤلية وشكرا.